بكر بن زياد، وإسماعيل الوراق، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ، ومحمد بن أحمد بن ثابت العكبري، ورحل في الكهولة، فسمع بدمشق علي بن أبي العقب، وسمع بحمص أحمد بن عبيد، وآخرين.
روى عنه أبو نعيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم عبيد الله الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو محمد الجوهري، وأبو إسحاق البرمكي، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة، أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري؛ روى عنه كتاب الإبانة الكبرى في السنة تأليفه.
قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث، ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة.
قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلويي قال: لما رجع ابن بطة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوماً منها في سوق، ولا رؤي مفطراً إلا في عيد، وكان أماراً بالمعروف، لم يبلغه خبر أمر منكر إلا غيره.
وقال أبو محمد الجوهري: سمعت أخي الحسين يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي المذاهب. فقال لي: عليك بابن بطة، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت وابن بطة في المسجد، فلما رآني، قال لي: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال العتيقي: توفي ابن بطة في المحرم. قال: وكان مستجاب الدعوة.
وقال ابن بطة: ولدت في شوال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فقال أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قال: هو صغير. قال: أنا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عليه الحديث، فقال لي بعضهم: سل الشيخ أن يخرج إليك