ولي بالرّسوم الخرس من بعد أهلها غرامٌ عليه ما أزال أؤنّب وإن عنّ ذكر الرّاحلين عن الحمى وقفت فلا أدري إلى أين أذهب فربعٌ أناجيه وقد ظلّ خالياً ودمع أعانيه وقد بات يسكب ومنها:
حنينٌ إذا جدّ الرّحيل رأيته بنفسي في إثر الظّعائن يلعب وشوقٌ إلى أهل الدّيار يحثّه غرامٌ إلى العذريّ يعزى وينسب وما مزنةٌ أرخت على الدّار وبلها ففي كلّ أرضٍ جدولٌ منه يثعب بأغزر من دمعي وقد أحفز السّرى وأمست نياق الظّاعنين تقرّب حصره الملك الأشرف، وأعانه عليه صاحب حمص أسد الدّين شيركوه، فأخذت منه بعلبكّ، فقدم إلى دمشق، واتّفق أنّه كان له غلام محبوس في خزانة في الدّار، فجلس ليلةً يلهو بالنّرد فوكع الغلام برزّة الباب ففكّها، وهجم على الأمجد، فقتله ليلة ثاني عشر شوّال. ثمّ هرب الغلام، ورمى نفسه من السطح فمات، وقيل: لحقه المماليك عند وقعته فقطّعوه.
وقيل: إنّ الأمجد رآه بعض أصحابه في النوم، فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال:
كنت من ذنبي على وجلٍ زال عنّي ذلك الوجل أمنت نفسي بوائقها عشت لما متّ يا رجل
٤٥١ - ثابت بن محمد بن يوسف بن خيار، أبو الحسن الكلاعيّ الأندلسيّ اللّبليّ، الملقّب بأبي رزين، نزيل غرناطة.
أخذ القراءات عن أبي العباس أحمد بن نوّار، وحمل عنه تصانيف أبي عمرو الدّاني. وسمع بقرطبة من ابن بشكوال، وأبي خالد بن رفاعة، وأبي بكر القشالشنيّ، وجماعة. وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله بن مالك المرشانيّ. وحمل جامع التّرمذيّ عن أبي الحسن بن كوثر. وأخذ بوادي