أبي جعفر، وخطيب دمياط الجلال عبد الله بن الحسن السعدي، وآخرون.
قال ابن الدبيثي: قدم بغداد عند بلوغه واستوطنها، وتفقه بها على مذهب الشافعي، وجالس علماءها، وتميز، وفهم وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله، مع زهد، وتعبد، ورياضةٍ وذكر.
صنف في علم الحديث عدة مصنفات، وأملى عدة مجالس. سمعت منه ومعه. وكان كثير المحفوظ، حلو المذاكرة، يغلب عليه معرفة أحاديث الأحكام. وأملى طرق الأحاديث التي في كتاب المهذب لأبي إسحاق وأسندها. ولم يتمه.
وقال ابن النجار: كان من الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله. ألف كتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب عجالة المبتدئ في الأنساب والمؤتلف والمختلف في أسماء البلدان، وكتاب إسناد الأحاديث التي في المهذّب. وأملى بواسط مجالس. وكان ثقة، حجة، نبيلًا، زاهدًا، عابدًا، ورعًا ملازمًا للخلوة والتصنيف ونشر العلم. أدركه أجله شابا.
وسمعت محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ بأصبهان يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى يفضل أبا بكر الحازمي على عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ويقول: هو أحفظ منه. وما رأيت شابا أحفظ منه.
سمعتُ محمد بن سعيد الحافظ يقول: ذكر لنا الحازمي أن مولده في سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وتوفي في ثامن وعشرين جمادى الأولى.
قلت: عاش خمسًا وثلاثين سنة.
١٤٨ - محمد بن أبي المعالي بن قايد، أبو عبد الله الأواني، الصوفي، الصالح.
دخل عليه رجل من الملاحدة في الخامس والعشرين من رمضان، فوجده وحده فقتله وهو صائم، ودفن في رباطه رحمه اللَّه بأوانا.
حكى عنه شهاب الدّين عمر السهروردي وغيره حكايات.
وقايد بالقاف. وأوانا قرية على مرحلة من بغداد مما يلي الموصل.