للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أزورهم وسواد الليل يشفع لي … وأنثني وبياض الصبح يغري بي (١)

وله:

لولا المشقة ساد الناس كلهم … الجود يفقر والإقدام قتال (٢)

وحكي عن بعض الفضلاء، قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحا لديوان المتنبي ما بين مطول ومختصر.

وقال أبو الفتح بن جني: قرأت ديوانه عليه فلما بلغت إلى قوله في كافور:

ألا ليت شعري هل أقول قصيدة … ولا أشتكي فيها ولا أتعتب

وبي ما يذود الشعر عني أقله … ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب

فقلت له: يعز علي كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: حذرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه:

أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك … ولا تعطين الناس ما أنا قائل

فهو الذي أعطاني كافورا بسوء تدبيره وقلة تمييزه.

وبلغنا أن المتعمد بن عباد صاحب الأندلس أنشد يوما بيتا للمتنبي قوله:

إذا ظفرت منك العيون بنظرة … أثاب بها معيي المطي ورازمه

فجعل المعتمد يردده استحسانا له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون وقال:

لئن جاد شعر ابن الحسين فإنما … تجيد العطايا واللها تفتح اللها

تنبأ عجبا بالقريض ولو درى … بأنك تروي شعره لتألها (٣)

١٢٤ - أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر الأصبهاني المؤدّب، عرف بابن دق الأديب.

يروي عن إسحاق بن إبراهيم بن جميل. وعنه أبو نعيم، وابن أبي علي (٤).

١٢٥ - أحمد بن محمد بن أحمد بن الصباح، أبو العباس الكبشي البغدادي.


(١) نفسه ١/ ٥٩.
(٢) نفسه ٣/ ٢٧٦.
(٣) وانظر يتيمة الدهر ١/ ١٢٦ - ٢٤٠، وتاريخ الخطيب ٥/ ١٦٤ - ١٦٩، ووفيات الأعيان ١/ ١٢٠ - ١٢٥.
(٤) انظر أخبار أصبهان ١/ ١٦١.