للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البلد، وقال: هذا دجال، ثم انكشف أمره بعد ذلك حتى صار آيةً في الكذب.

٣٢٣ - بدران بن صدقة بن منصور بن دُبَيْس بن عليّ بن مَزْيَد الأسديُّ ابن سيف الدولة صاحب الحلَّة، نزيلُ مصر وأخو الأمير دُبَيْس، كان يُلقَّب تاج الملوك سيف الدولة.

له شعر رائق، وفصاحة وأدب، كان خروجه إلى الشَّام ثم إلى مصر بعد قتل أبيه، نُفي إلى حلب وأقطع خبزة سياسيك الكُرْدي، فقال عاصم بن أبي النَّجم الكردي الجاواني وأجاد:

خليلي قد علقت نسابة العرب … تناظرني في النحو والشعر والخطب

تقول ورحلي مسبطر ورجلها … على كتفي هذا هو العجب العجب

لم ارتفعت رجلاي والفعل واقع … عليها وهذا فاعل فلم انتصب؟

فقلت لها كفي جعلت لك الفدا … ألم تعلمي أن الزمان قد انقلب

قرى النيل قد أضحى سياسيك آمرا … بها ونفوا بدران منها إلى حلب

قال العماد الكاتب في الخريدة: شمس الدولة أبو النجم بدران شمس العلى وبدر الندى والندى، فبدران لحسن منظره وطيب مخبره بدران، ولعلمه وجوده بحران، تغرب بعد أن نكب والده، وتفرقت في البلاد مقاصده، فكان برهة بالشام يشيم بارقة السعادة من الأيام. ثم ورد مصر فكان بها أولاده إلى هذا العصر، وعادوا بأجمعهم إلى مدينة السلام، فظهر عليهم أثر الإعدام، وله شعر ما له من جودته سعر، يتيمة ما لها قيمة. وله في والده:

ولما التقى الجمعان والنقع ثائر … حسبت الدجى غطاهم بجناحه

فكشف عنهم سدفة النقع في الوغى … أبو حسن بسمره وصفاحه

فلم يستضيئوا إلا ببرق سيوفه … ولم يهتدوا إلا بشهب رماحه

وله:

لا والذي حج الحجيج له … يوما وما تقطعن من جلد

ما كنت بالراضي بمنقصة … يوما وإلا لست من أسد

إما يقال سعى فأحرزها … أو أن يقال مضى فلم يعد

قومي بنو أسد وحسبهم … فخرا بأني من بني أسد

لأقلقن العيس دامية … الاتساع من بلد إلى بلد