أسد الدين وزارة مصر في ربيع الآخر، وأقام بها شهرين وخمسة أيام، ثم توفي فجاءة في ثاني عشري جمادى الآخرة بالقاهرة، فدفن بها، ثم نقل إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بوصية منه، وقام بالأمر بعده بمصر ابن أخيه الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب.
وكان أسد الدين أحد الأبطال المذكورين، ومن يضرب بشجاعته المثل، وكانت الفرنج تهابه وتخافه، وقد حاصروه ببلبيس مدة، ولم يجسروا أن يناجزوه، وما لبلبيس سور يحميها، ولكن لفرط هيبته لم يقدموا عليه.
وكان موته بخانوق عظيم قتله في ليلة، وكان كثيرا ما تعتريه التخم والخوانيق لكثرة أكله اللحوم الغليظة، فيقاسي شدة شديدة، ثم يتعافى، ولم يخلف ولدا سوى ناصر الدين الملك القاهر محمد صاحب حمص.
١٤٩ - عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن زيدون، أبو جعفر المخزومي القرطبي نزيل إشبيلية.
شيخ مسند، من كبار رواة الأندلس، ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وسمع سنة خمس وتسعين من أبي علي الغساني كتاب التقصي، وسمع من أبي القاسم الهوزني.
وكان فقيها عالما؛ حدث عنه أبو إسحاق ابن المالقي، وأبو بكر بن خير وتوفي يوم التروية.
١٥٠ - عبد الحاكم بن ظفر بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي، أبو محمد الأصبهاني.
سمع من رزق الله التميمي، روى عنه كريمة إجازة، وروى عنه بالسماع جماعة.
١٥١ - عبد الخالق بن أسد بن ثابت، الفقيه أبو محمد الدمشقي الحنفي المحدث الأطرابلسي الأصل.
تفقه شافعيا، ثم تحول إلى مذهب أبي حنيفة، وتفقه على الفقيه