للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محرز بن عون: كنت عند الفضيل، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا علي يسلم عليك، قال: أيكم هو؟ قالوا: هذا، قال: يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما وكررها، ثم قال: حدثني عبيد المكتب، عن مجاهد في قوله وتقطعت بهم الأسباب قال: الأوصال التي كانت في الدنيا، وأومأ بيده إليهم.

قال مردوية: سمعت الفضيل يقول: لو كانت لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، لو صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فإصلاحه إصلاح العباد والبلاد، وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كل يوم لكلمته في علماء السوء، أقول: يا أمير المؤمنين لا بد للناس من راع، ولا بد للراعي من عالم يشاوره، ولا بد له من قاض ينظر في أحكام المسلمين، وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتيك عالم ولا قاض إلا على حمار بإكاف، فبالحري أن يؤدوا إلى الراعي النصيحة، يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة، ومركب أحدهم بكذا وكذا.

قال فضيل بن عبد الوهاب: سمعت الفضيل بمكة يقول لهم: لا تؤذوني ما خرجت إليكم حتى بلت نحوا من ستين مرة.

قال محمد بن زنبور المكي، وغيره: احتبس بول الفضيل، فرفع يديه، وقال: اللهم بحبي لك إلا ما أطلقته، فما برحنا حتى بال.

قال عبد الله بن خبيق: قال الفضيل: تباعد من القراء، فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم.

قال قطبة بن العلاء: سمعت الفضيل يقول: آفة القراء العجب.

قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس أخوفهم من الله.

قال مردوية: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له، وإن قل عمله، من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>