٣٣٠ - طاهر بن الحسن بن إبراهيم، أبو محمد الهمذاني الجصاص الزاهد.
روى عن محمد بن يوسف بن عمر الكسائي البزاز، والحسن بن علي الصفار؛ وهذا الكسائي يروي عن البغوي شيئا قليلا.
روى عن طاهر أبو مسلم بن غزو، وحكى عنه جماعة من الصُلحاء، وكان كبير القدر، صاحب كرامات. بالغ شيرويه في تطويل ترجمته، وقال: سمعتُ أبا الحسن الصوفي يقول: سمعتُ أبي يقول: كان لطاهر الجصاص مصنفات عدة، منها: أحكام المريدين مشتمل على سبعة أجزاء، وكان يقرأ التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، ويعرف تفسيرها.
سُئل طاهر عن التوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إليه أشد عليه من ضرب عُنقه.
وقال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاثمائة تلميذ كلهم من الأوتاد.
وقال مكي بن عمر البيع: سمعتُ محمد بن عيسى يقول: صام طاهر الجصاص أربعين يوما متواليات أربعين مرة، وآخر أربعين عملها صام على قشر الدُّخن، فلفرط يبسه قرع رأسه واختلط في عقله، ولم أر أكثر مجاهدةً منه.
قال شيرويه: كان طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.
وقال مكي: سمعت أبا سعد بن زيرك يقول: حضرتُ مجلسا ذُكر فيه طاهر الجصاص، فبعضهم نسبه إلى الزندقة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلما كثرتِ الأقاويل فيه قلت: إن عيسى عليه السلام كان نبيا وافتتانُ الناس به أكثر، وافتتانهم بعيسى ضرهم وما ضره، وكذلك افتتان الناس بطاهر يضرهم ولا يضره.
قال مكي: حضرت امرأةٌ عنده فقالت: ألح عليه بعض أصحابنا في