وهشام بن عمار، ودحيماً، وخلقاً كثيراً بالبصرة، والكوفة، وبغداد، ودمشق، وحمص، والحجاز، والنواحي.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس أحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن جعفر بن معبد، وأبو الشيخ الحافظ، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، ومحمد بن أحمد الكسائي، والقاضي أبو أحمد العسال، وطائفة.
وقال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: صنف كتاباً حافلاً في السنن، وقع لنا عدة كتب صغار منه. وكان فقيهاً إماماً يفتي بظاهر الأثر. وله قدم في العبادة والورع والعلم. وقد ولي قضاء أصبهان ست عشرة سنة. ثم صرف لشيء وقع بينه وبين علي بن متويه. وكانت كتبه قد ذهبت بالبصرة في فتنة الزنج، وقال: لم يبق لي شيء من كتبي، فأعدت من ظهر قلبي خمسين ألف حديث. كنت أمر إلى دكان بقال، فأكتب بضوء سراجه، ثم فكرت أني لم أستأذن صاحب السراج، فذهبت إلى البحر، فغسلت ما كتبت، ثم أعدته ثانياً.
هذا الكلام رواه أبو الشيخ في تاريخه، عن ولده عبد الرزاق، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الكسائي، عن ابن أبي عاصم.
وروى أبو الشيخ، عن ابنه، عن أحمد بن محمد بن عاصم، عنه قال: وصل إلي من دراهم القضاء زيادة على أربع مائة ألف درهم، لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء.
وعن محمد بن خفيف الصوفي قال: سمعت الحكيمي يقول: ذكرعند أبي ليلى الديلمي أن أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي، فبعث غلاماً بسيف ومخلاة وقال: ائتني برأسه. فجاء الغلام وأبو بكر يروي الحديث فقال: أمرني أن أحمل إليه رأسك. قال: فنام على قفاه، ووضع الكتاب على وجهه وقال: افعل ما شئت. فلحقه آخر فقال: أمرك الأمير أن لا تقتله. فقعد أبو بكر ورجع إلى الحديث، فعجب الناس منه. رواها ابن عساكر في تاريخه.