عليه الآمر سنة تسع عشرة وخمسمائة، وصادره ثم قتله في سنة اثنتين وعشرين وصلبه، وقتل معه خمسةً من إخوته.
وفي أيام الآمر أخذت الفرنج عكا سنة سبعٍ وتسعين وأربعمائة، وأخذوا طرابلس الشام في سنة اثنتين وخمسمائة فقتلوا وسبوا، وجاءتها نجدة المصريين بعد فوات المصلحة، وأخذوا عرقة، وبانياس، وجبيل، وتسلموا سنة إحدى عشرة وخمسمائة قلعة تبنين، وتسلموا صور سنة ثمان عشرة، وأخذوا بيروت بالسيف في سنة ثلاثٍ وخمسمائة، وأخذوا صيدا سنة أربع.
ثم قصد الملك بردويل الإفرنجي مصر ليأخذها ودخل الفرما، وأحرق جامعها ومساجدها، وسار فأهلكه الله قبل أن يصل إلى العريش، فشق أصحابه بطنه وصبروه، ورموا حشوته هناك، فهي ترجم إلى اليوم بالسبخة، ودفنوه بقمامة، وكان هو الذي أخذ بيت المقدس، وعكا، وعدة حصونٍ من السواحل، وذلك كله بتخلف هذا المشؤوم الطلعة.
وفي أيامه ظهر ابن تومرت، وفي أيام أبيه أخذت الفرنج أنطاكية، والمعرة، والقدس، وجرى على الشام أمرٌ مهول من ظهور الرفض والسب، ومن استيلاء الفرنج والسبي والأسر، نسأل الله العفو والأمن.
وولد الآمر في أول سنة تسعين وأربعمائة، واستخلف وله خمس سنين، وبقي في الملك تسعًا وعشرين سنة وتسعة أشهر، إلى أن خرج من القاهرة يومًا في ذي القعدة، وعدى على الجسر إلى الجيزة، فكمن له قومٌ بالسلاح، فلما عبر نزلوا عليه بأسيافهم، وكان في طائفةٍ يسيرة، فردوه إلى القصر مثخنًا بالجراح، فهلك من غير عقب، وهو العاشر من أولاد المهدي عبيد الله الخارج بسجلماسة، وبايعوا بالأمر ابن عمه الحافظ أبا الميمون عبد المجيد بن محمد ابن المستنصر بالله، فعاش إلى سنة أربعٍ وأربعين.
وكان الآمر ربعةً، شديد الأدمة، جاحظ العينين، حسن الخط، جيد العقل والمعرفة، وقد ابتهج الناس بقتله لعسفه وسفكه الدماء، وكثرة