وكان يقول لطالب الدعاء، والزيارة: الذي علم نيتك يكافئك عليها.
وحدثني من لا أتمارى فيه خيراً ونبلاً قال: وصلت مع أخي في حياة الملك الصالح، فتحادثنا في الزيارات، وعزمت على زيارة الشيخ، وحملت أخي على ذلك، فعارضني من أصحابنا فلان، وفلان بكلام فيه غضاضة في حق الشيخ، فأنكرت عليهما، وبكرت إلى الشيخ، واستغرقت في النظر إليه وهو عند الساقية ووقفت وإذا بحس البغال في خلفي، فقلت في نفسي: هذا فلان وفلان وهما على نيةٍ رديئة، وهذا رجلٌ مكاشف، فما أتممت الخاطر إلا وغاب الشيخ عن بصري، فهجمت الغيط مما غلب على الحال، وقلت: لعل تحت رجليه غار دخل فيه. فلم أجد شيئاً إلا البطامية، فظننت أنه انبطح فيها، فتأملتها فلم أر شيئاً. فخرجت إلى أولئك وخاصمتهما، وحكيت لهما القصة.
قال المؤلف: وسن الشيخ نيفٌ وسبعون سنة. وكان بعضهم يظن أنه في عشر المائة، وذلك لأنه من صغره كان يسمى بالشيخ.
آخر ما اخترته من مناقب القباري، ويكون خمسة كراريس، ما ذكر فيها اسم الشيخ، ولا وفاته، ولا حليته، فرحمه الله ورضي عنه آمين.
وفيها ولد:
الشيخ شهاب الدّين محمد ابن المجد عبد الله بدمشق، وأحمد ابن شيخنا علي بن محمد بن هارون الثعلبي، وفتح الدّين محمد بن عثمان بن أحمد بن عثمان، وأحمد بن علي بن أيوب بن علوي العلامي؛ ولدوا بمصر وسمعوا من النجيب، وكمال بن محمد بن كمال الصالحي، سمع الكرماني والزين عبد الرحمن بن علي بن حسين بن مناع التكريتي، والمحدث شمس الدّين محمد بن عبد الرحمن بن سامة، والقاضي شمس الدّين محمد بن أبي بكر ابن النقيب، والشرف عبد الله ابن الشيخ العزّ الحنبليّ، والقاضي شمس الدّين محمد بن مسلم، وكمال الدّين إبراهيم ابن الوجيه بن مُنجى، وأحمد بن القاضي تقيّ الدّين سليمان، ورحمون المؤذن.