للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ثلاث وستين وستمائة

٨٤ - إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن علي، وعلي هو القاضي الزكي ابن القاضي المنتجب أبي المعالي محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز، المحدث، العالم، معين الدّين أبو إسحاق القرشي، الدّمشقيّ.

له سماع من أبي صادق بن صبّاح، وأبي المنجى ابن اللتي، وأكثر عن كريمة والمتأخرين، وعني بالحديث، وكتب الكثير بخطه المنسوب، ولم يزل يسمع إلى أن مات، وروى اليسير، سمع منه المعين ابن الجنيد جزأين عن ابن اللتي.

وكان حسن الفهم، قوي المعرفة. عاش ستين سنة إلا أشهراً، توفي في ثامن ربيع الأول فجاءةً، وهو سبط القاضي محيي الدّين محمد ابن الزكي.

٨٥ - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هارون، الحافظ، الحجة، الواعظ، أبو إسحاق ابن الكماد السبتي.

يروي عن أبي عبد الله التجيبي نزيل تلمسان، وأبي الحجاج ابن الشيخ، وأبي ذر الخشني، ومولده في حدود الثمانين، وخمسمائة.

وقد ذكرت موته في عام ستين على ما حدثني به ابن عمران السبتي، ثم قرأت في برنامج أبي جعفر بن زبير قال: وأبو إسحاق أحفظ من لقيته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد ذكر لي شيخنا أبو الخطاب بن خليل على جلالته، وسنه أنه لم يلق أحفظ من ابن الكماد. كان في حفظ الحديث آية من الآيات.

قلت: يعني للمتون.

قال: ولما قدم الأندلس أبو النعيم الواعظ المعروف بابن راضية قافلاً من المشرق، مرتكباً في وعظه طرائق تلحينية يركبها على أبياتٍ أرق من النسيم، ويقرأ بين يديه قرّاء قد أحكم تدريبهم، فاستجابت لذلك العامة، فلما فعل ذلك بإشبيلية وبها ابن الكماد إذ ذاك، أنكر ذلك كل الإنكار، وأبدا في ذلك وأعاد، وحمله ذلك على أن جلس على المنبر للوعظ على سنن السلف. ففعله

<<  <  ج: ص:  >  >>