للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخذ القراءات والعربية عن أبي الحسن ابن النِّعمة، وسمع منه ومن أبي عبد الله بن سعادة. وسمع بمُرسية من أبي القاسم بن حُبيش، وبإشبيلية من أبي عبد الله بن زَرقون، وأبي بكر ابن الجدّ، وأخذ بمالقة القراءات عن أبي محمد بن دحمان، وحج سنة اثنتين وستين، فسمع بمكة من علي بن عبد الله المِكناسي، وبالإسكندرية من أبي طاهر السلفي، ثم قَفَل وتصدّر للإقراء والإسماع بمالَقة، وحدّث ببلَنسية.

قال الأبّار (١): وكان مقرئًا، صالحًا، ورِعًا (٢)، حدّث عنه أبو سليمان بن حَوط الله، وأبو عبد الله بن أبي البقاء، وأبو القاسم ابن الطَّيلسان، ووالدي عبد الله بن أبي بكر، وجماعة. وتوفي في رجب وله بضعٌ وثمانون سنة.

٩٤ - علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن ابن بَطوشا الأزجي.

حدّث عن ابن ناصر. وعاش ثمانين سنة (٣).

٩٥ - علي، الملك المعظَّم أبو الحسن، ولي العهد، ابن الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن.

كان أبوه يحبه، حتى إنه خلع أخاه أبا نصر محمداّ، وجعل هذا ولي العهد، وكان شابًا فلم يُمتَّع، ومات في ذي القعدة.

ومن غريب الاتفاق ما ذكر أبو المظفر ابن الجَوزي، قال (٤): دخل يوم الجمعة رأس منكلي مملوك (٥) السلطان أُزبك الذي كان قد عصى على أستاذه وعلى الخليفة وقطع الطريق وقتل ونهب، ثم جُهّزت إليه العساكر فظفروا به بقُرب همذان، فانكسر وقُتلت أصحابه، ونُهبت أثقاله وهرب ليلًا، ثم قُتل وحُمل رأسه إلى أُزبك، فبعث به إلى الخليفة، فأدخل بغداد، وزُيّنت بغداد،


(١) التكملة ٤/ ٢٥ وعنه نقل الذهبي جميع الترجمة. وأصعد ابن الأبار نسبه وقال إنه من ولد عبد الرحمن بن معاوية.
(٢) لم يقل ابن الأبار إنه كان ورعًا، لكنه قال: "وكان مقرئًا، صالحًا، لا يأخذ على التعليم أجرًا" فاستنتج الذهبي ورعه. وهذا من تصرف الذهبي المعروف ولكنه غريب أن يذهب فيه كل هذا المذهب.
(٣) من تاريخ ابن الدبيثي، الورقة ٢١٦ - ٢١٧ (باريس ٥٩٢٢).
(٤) مرآة الزمان ٨/ ٥٧٢ - ٥٧٣.
(٥) من هنا وحتى قوله: "فبعث به إلى الخليفة" لا يوجد في المطبوع من المرآة، والنسخة المطبوعة من المرآة فيها كثير من هذا السقط.