منهم، وراسل الملوك وهاداهم، واستمال صاحب نيسابور المؤيد أي أبه وهادنه.
٢٠٢ - حمزة بن علي بن طلحة، أبو الفتوح البغدادي.
روى عن أبي القاسم بن بيان، وولي حجبة الباب، ثم الخزانة. وكان قريبًا من المسترشد، وولي المقتفي وهو على ذلك. وبنى مدرسة إلى جانب داره، وحج، وتزهد، وانقطع في بيته حتى توفي. وكان محترمًا يزوره الأكابر والدولة.
٢٠٣ - سليمان شاه ابن السلطان محمد ابن السلطان ملكشاه، السلطان السلجوقي.
كان فاسقًا، مدمن الخمر، أهوج أخرق. قال ابن الأثير: شرب الخمر في رمضان نهاراً، وكان يجمع المساخر، ولا يلتفت إلى الأمراء، فأهمل العسكر أمره، وصاروا لا يحضرون بابه. وكان قد رد الأمور إلى الخادم شرف الدين كردباز، أحد مشايخ الخدام السلجوقية. وكان الخادم يرجع إلى دين وعقل، فاتفق أن السلطان شرب يومًا بظاهر همذان، فحضر عنده كردباز فكشف له بعضهم سوأته، فخرج مغضبًا. ثم إنه بعد أيام عمد إلى مساخر سليمان شاه فقتلهم، وقال: إنما أفعل هذا صيانة لملكك، فوقعت الوحشة. ثم إن الخادم عمل دعوة حضرها السلطان، فقبض الخادم على السلطان بمعونة الأمراء، وعلى وزيره محمود بن عبد العزيز الحامدي في شوال سنة خمس وخمسين، وقتلوا الوزير، وجماعة من خاصة سليمان شاه، وحبسه في قلعة، ثم بعث من خنقه في ربيع الآخر سنة ست. وقيل: بل سمه.
وقد ذكرنا من أخباره في الحوادث.
٢٠٤ - طلائع بن رزيك، الأرمني ثم المصري الشيعي الرافضي، أبو الغارات، وزير الديار المصرية، الملقب بالملك الصالح.
كان واليًا على الصعيد، فلما قتل الظافر سير أهل القصر إلى ابن رزيك واستصرخوا به، فحشد وأقبل وملك ديار مصر، كما ذكرنا في ترجمة الفائز،