أعلى ما عنده؟ قلنا: حديث علي بن عبد الرحمن البكائي، فقام الشيخ أبو الحسين، وأخرج لنا شدةً من حديث البكائي، وقال: هذا من حديثه، سماعي من أبي الفرج ابن الطناجيري.
قال السمعاني: وأظن أن هذه الحكاية سمعها من الحافظ ابن ناصر.
ولد ابن الطيوري في سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وقد روى عنه السلفي، وشهدة، وعبد الحق اليوسفي، وخطيب الموصل، وأبو السعادات القزاز.
وذكره أبو علي بن سكرة، فقال: الشيخ الصالح الثقة، كان ثبتا فهما، عفيفا، متقنا، صحب الحفاظ ودرب معهم، وسمعت أبا بكر ابن الخاضبة يقول: شيخنا أبو الحسين ممن يستشفى بحديثه.
وقال ابن ناصر في أماليه: حدثنا الثقة الثبت الصدوق أبو الحسين.
وقال السلفي: ابن الطيوري محدث كبير، مفيد، ورع، لم يشتغل قط بغير الحديث، وحصل ما لم يحصله أحد من التفاسير، والقراءات، وعلوم القرآن، والمسانيد، والتواريخ، والعلل، والكتب المصنفة، والأدبيات والشعر، كلها مسموعة له، رافق الصوري، واستفاد منه، والنخشبي، وطاهر النيسابوري، وكتب عنه مسعود السجزي، والحميدي، وجعفر ابن الحكاك، فأكثروا عنه، ثم طول السلفي الثناء عليه.
وذكره أبو نصر بن ماكولا فقال: صديقنا أبو الحسين يعرف بابن الحمامي مخففا، سمع أبا علي بن شاذان، وخلقا كثيرا بعده؛ وهو من أهل الخير والعفاف والصلاح.
قال ابن سكرة: ذكر لي شيخنا أبو الحسين أن عنده نحو ألف جزءٍ بخط الدارقطني، أو أخبرت عنه بمثل ذلك. وأخبرني أن عنده لابن أبي الدنيا أربعة وثمانين مصنفا.
وقال علي بن أحمد النهرواني: توفي في نصف ذي القعدة.
٣٧٦ - المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب، أبو الكرم ابن الدباس، النحوي.