للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن علي وراق أبي زرعة، فذكر حكاية تلقين أبي زرعة لا إلا إلا الله، وأنهم ذكروه بالحديث. فقال وهو في السياق حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ قال: قال رسول الله : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة (١). وتوفي .

وقال أبو العباس السراج: سمعت ابن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في النوم، فقلت: ما حالك؟ قال: أحمد الله على الأحوال كلها. إني وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا عبيد الله لم تذرعت في القول في عبادي؟ قلت: يارب إنهم حادلوا دينك.

قال: صدقت.

ثم أتي بطاهر الخلقاني فاستعديت عليه إلى ربي، فضرب الحد مائة ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله: سفيان الثوري، ومالك، وأحمد بن حنبل.

رواها عن ابن وارة عبد الرحمن بن أبي حاتم بخلاف هذا فقال (٢): سمعت أبي يقول: مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق الجبين منه في النزع، فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى: لا إله إلا الله؟ فقال: يروى عن معاذ.

فرفع أبو زرعة رأسه، وهو في النزع، فقال: روى عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ، عن النبي : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.

فصار في البيت ضجة ببكاء من حضر.

توفي في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين.

٣١٣ - عبيد الله بن عمرو بن حفص، أبو عَبْد اللَّهِ البزدوي.

عن أبي نعيم، وعلي بن الحسن بن شقيق، وجماعة، وعنه: داود بن نصر البزدوي.


(١) إسناده حسن، صالح بن أبي عريب صدوق حسن الحديث كما حررناه في "تحرير أحكام التقريب". أخرجه أحمد ٥/ ٢٣٣ و ٢٤٧، وأبو داود (٣١١٦)، وغيرهما من طريق عبد الحميد ابن جعفر، به.
(٢) تقدمة الجرح والتعديل ٣٤٥ - ٣٤٦.