أفدي الذي زرته بالسيف مشتملا ولحظ عينيه أمضى من مضاربه فما خلعت نجادي للعناق له حتى لبست نجادا من ذوائبه فبات أسعدنا في نيل بغيته من كان في الحب أشقانا بصاحبه وقد روى عنه أبو محمد الجوهري مقطعات رائقة، وكان ابنه أميرا.
وله:
لو كنت أملك صبرا أنت تملكه عني لجازيت منك التيه بالصلف أو بت تضمر وجدا إبت أضمره جزيتني كلفا عن شدة الكلف تعمد الرفق بي يا حب محتسبا فليس يبعد ما تهواه من تلفي وله:
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا وشهدت حين نكرر التوديعا أيقنت أنّ من الدموع محدَّثا وعلمت أنّ من الحديث دموعا وله:
ومفارق ودعت عند فراقه ودعت صبري عنه في توديعه ورأيت منه مثل لؤلؤ عقده من ثغرهوحديثه ودموعه توفي ذو القرنين في صفر، وقيل: إنه وصل إلى مصر، وولي الإسكندرية للظاهر سنة، ثم رجع إلى دمشق.
٢٦٩ - سعيد بن أحمد بن يحيى أبو الطيب الحديدي التجيبي، الطليطلي، أحد الأئمة الأعلام.
روى عن أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل، وناظر على محمد ابن الفخار، وجمع كتبا لا تحصى، وكان معظما في النفوس.
حجّ سنة خمس وتسعين، ولقي جماعة، وسمع بمكة من أبي القاسم سليمان بن عليّ المالكي، وأحمد بن عباس بن أصبغ، ولقي بمصر الحافظ عبد الغني، وأخذ بالقيروان عن أبي الحسن القابسي.