في هذه السنة دخل نجاح الخادم على الوزير ابن رئيس الرؤساء ومعه خط الخليفة بعزله، وأمر بطبق دواته، وحل أزراره، وإقامته من مسنده، وقبض على ولده أستاذ الدار، ثم نهبت داره ودار ولده، واستنيب ابن جعفر ناظر المخزن في الوزارة.
وفيها وقع حريق عظيم ببغداد.
ووصلت رسل صاحب البحرين إلى الخليفة بهدايا.
قال ابن الجوزي: وتكلمت في رمضان بالحلبة، فتاب نحو مائتي رجل، وقطعت شعور مائة وعشرين منهم.
ووصل ابن عصرون رسولا بأن أمير المؤمنين خطب له بمصر، وضربت السكة باسمه، فغلقت أسواق بغداد، وعملت القباب. وكانت قد قطعت من مصر خطبة بني العباس من أكثر من مائتي سنة.
قال العماد رحمه الله: استفتح السلطان سنة سبع بجامع مصر كل طاعة وسمع، وهو إقامة الخطبة في الجمعة الأولى بمصر لبني العباس، وعفت البدعة، وصفت الشرعة، وأقيمت الخطبة العباسية في الجمعة الثانية بالقاهرة. وأعقب ذلك موت العاضد في يوم عاشوراء بالقصر، وجلس السلطان صلاح الدين للعزاء، وأغرب في الحزن والبكاء، وتسلم القصر بما فيه من خزائنه ودفائنه.
ولما قتل مؤتمن الخلافة صرف من هو زمام القصر، وصير زمامه بهاء الدين قراقوش، فما دخل القصر شيء ولا خرج إلا بمرأى منه ومسمع، ولا حصل أهل القصر بعد ذلك على صفو مشرع. فلما توفي العاضد احتيط على آل القصر في موضع جعل برسمهم على الانفراد، وقررت لهم الكسوات والأزواد فدامت زمانا، وجمعت رجالهم، واحترز عليهم، ومنعوا من النساء