وطائفة، وسمع الكثير وحدّث به، وانتفع به الطلبة واشتهر ذكره.
وكان عدلاً، صدوقا، خيرا، تاجراً، توفي في ثامن شعبان، ودفن بسفح قاسيون، أجاز لي مروياته.
٥٧ - منكوتمر بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان، المغُلي، أخو الملك أبغا ومقدَّم التتار الذين عملوا المصاف في عام أولٍ مع المسلمين بظاهر حمص.
كان ذا شجاعة وإقدام وسفكٍ للدماء وجراءة على الله وعلى عباده.
ذكره ابن اليونيني فقال: هو نصراني، جُرح يوم المصاف وحصل له ألمٌ شديد، وغم على ما جرى عليه، وحدثته نفسه بجمع العساكر من سائر ممالك أبيه وقصد الشام للأخذ بثأره، فبغته موت أبغا، ففتّ ذلك في عضُده، وتملك بعد أبغا أخوه الملك أحمد وهو مسلم، فانكسرت هّمة منكوتمر واعتراه صرعٌ متدارك، فتوفي في العشر الأول من المحرم، ببلد جزيرة ابن عمر، بقرية تل خنزير، وقيل: توفي في أواخر سنة ثمانين، وله نحوٌ من ثلاثين سنة أو أكثر.
٥٨ - هبة الله، المعروف بالسديد، الماعز، القبطي، النصراني، مستوفي المملكة.
كان ماهراً في الحساب، مقدَّماً على أبناء جنسه، معروفاً بالأمانة، وله مكانة وافرة عند الملك المنصور والوزير يستضيء برأيه، وما على يده يد، وكان فيه خدمة وتودُّد ومداراة وإقالة لعثرات الكتاب، متمسكاً بملته، كثير الإحسان والصداقات على النصارى.
هلك في عاشر المحرم وهو في عشر السبعين بالقاهرة، وعجّل الله بروحه إلى النار، ورتب السلطان ولده الشيخ الأسعد جرجس مكانه، فتضاعفت منزلته، وشكرت سيرته.