رسولاً مراراً، أوّلها سنة تسعٍ وستين. روى عن أبي طالب بن غيلان، وعبد الصّمد بن محمد بن مكرم، وعبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وبشرى الفاتني، وأبي الطّيّب الطّبري. سمعت منه، وكان حافظاً متقناً، أحد من عني بهذا الشأن. ولم يكن في زمانه بعد أبي بكر الخطيب أحد أفضل منه، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا، وسمعوا منه، وسمع منهم، وقال: ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وقال ابن عساكر: وزر أبوه للخليفة القائم، وولي عمّه قضاء القضاة، وهو الحسين بن علي.
قال: وسمع ابن غيلان، والعتيقي، وأبا منصور محمد بن محمد السواق، وأبا القاسم الحنّائي، وأحمد بن القاسم بن ميمون المصري، وخلقاً.
روى عنه الخطيب شيخه، والفقيه نصر المقدسي، وعمر الدّهستاني. ولد بعكبرا سنة إحدى وعشرين في شعبان.
قال أبو عبد الله الحميدي: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب، وقال: حتّى أبصره، وما راجعت أبا نصر بن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظاً، كأنّه يقرأ من كتاب.
وقال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني: لمّا بلغ أبا بكر الخطيب أنّ ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتنف، وصنّف في ذاك تصنيفاً، وحضر عنده ابن ماكولا، سأله الخطيب عن ذلك، فأنكر ولم يقرّ به وأصرّ على الإنكار، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إنّ التصنيف كان في كمّه. فلمّا مات الخطيب أظهره ابن ماكولا. وهو الكتاب الذي سمّاه مستمرّ الأوهام.
قلت: لي نسخة به، وهو كتاب نفيس، يدلّ على تبحّر مصنّفه وإمامته.
قال ابن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه، ويقول: دخل مصر في زي الكتبة، فلم نرفع به رأساً، فلمّا عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.