للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلببيس وسمع بها (١). لقد كانت هذه الرحلة قصيرة، وكان الذهبي يجهدُ نفسه في قراءة أكبر كميةٍ ممكنةٍ على شيوخ تلك البلاد؛ فقد ذكر مثلًا أنه قرأ جميعَ سيرةِ ابن هشام على شيخه أبي المعالي الأبرقوهي في ستة أيام فقط (٢).

[ج - رحلته للحج وسماعه هناك]

وفي سنة ٦٩٨ هـ، أي بُعَيدَ وفاة والده رحل الذهبي للحج، قال في حوادث السنة من تاريخ الإسلام: "وحج بنا الأميرُ شمس الدين العينتابي" (٣)، وكان يرافقه في حَجِّه جماعةٌ من أصحابهِ وشيوخهِ (٤)، منهم شيخُ دارِ الحديث بالمدرسة المستنصرية (٥) العالم المسند أبو عبد اللّه محمد بن عبد المحسن المعروف بابن الخرَّاط الحنبلي "٦٣٨ - ٧٢٨ هـ"، وكان ابن الخراط قد قَدِمَ دمشق في تلك السنة وجلس للوعظِ بدمشق في شهر رمضان (٦)، قال الذهبي: "ورافقنا في الحج فسمعتُ منه بالعلى ومعان كتاب "الفرج بعد الشدة" (٧). وقد سمع بمكة (٨)، وعرفة (٩)، ومنى (١٠)، والمدينة (١١) من مجموعة من الشيوخ.

خامسًا: طبيعة دراساته:

لم ينقطع الذهبيُّ طيلةَ حياته عن الدراسةِ والسَّماعِ لا يشغله عنهما شاغلٌ،


(١) الصفدي: الوافي، ج ٢ ص ١٦٤.
(٢) الذهبي: تاريخ الإسلام، الورقة ١٣٥ (أيا صوفيا ٣٠٠٧).
(٣) الذهبي: تاريخ الإسلام، الورقة ٣٣٣ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٤) انظر مثلًا: معجم الشيوخ، م ١ الورقة ٧٢، م ٢ الورقة ١٦.
(٥) الدكتور ناجي معروف: تاريخ علماء المستنصرية، ج ١ ص ٣٥٤ - ٣٦٠.
(٦) ذكر ذلك علم الدين البرزالي المتوفى سنة ٦٣٩ هـ (ابن رجب: الديل، ج ٢ ص ٣٨٥) والذهبي في معجم شيوخه، م ٢ الورقة ٥٠.
(٧) الذهبي: معجم الشيوخ، م ٢ الورقة ٥٠ والكتاب المذكور للتنوخي كما هو معروف.
(٨) السبكي: طبقات، ج ٩ ص ١٠٢.
(٩) الذهبي: معجم الشيوخ، م ١ الورقة ٨٠.
(١٠) الذهبي: معجم الشيوخ، م ١ الورقة ٨٣، ٨٤.
(١١) الذهبي: معجم الشيوخ، م ٢ الورقة ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>