قتلته، ثم مضى إلى اليمن، فقتل بها ابني عبيد الله بن عباس، صبيين مليحين، فهامت أمهما بهما.
قلت: وقالت فيهما أبيات سائرة، وبقيت تقف للناس مكشوفة الوجه، وتنشد في الموسم منها:
ها من أحس بابني الذين هما كالدرتين تجلى عنهما الصدف
١١ - بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي.
كان سمحا جوادا ممدحا، ولي إمرة العراقين لأخيه عبد الملك، وله دار بدمشق عند عقبة الكتان، وجمع له أخوه إمرة العراقين.
فعن الضحاك العتابي قال: خرج أيمن بن خريم إلى بشر بن مروان، فقدم فرأى الناس يدخلون عليه بلا استئذان، فقال: من يؤذن الأمير بنا؟ قالوا: ليس عليه حجاب، فأنشأ يقول:
يرى بارزا للناس بشر كأنه إذا لاذ في أثوابه قمر بدر بعيد مرآة العين ما رد طرفه حذار الغواشي رجع باب ولا ستر ولو شاء بشر أغلق الباب دونه طماطم سود أو صقالبة حمر ولكن بشرا يسر الباب للتي يكون له في جنبها الحمد والشكر فقال: تحتجب الحرم، وأجزل صلته.
وقال أبو مسهر: حدثنا الحكم بن هشام، قال: ولى عبد الملك أخاه بشرا على العراقين، فكتب إليه حين وصله الخبر: يا أمير المؤمنين، إنك قد شغلت إحدى يدي، وهي اليسرى، وبقيت الأخرى فارغة، فكتب إليه بولاية الحجاز واليمن، فما بلغه الكتاب حتى وقعت القرحة في يمينه، فقيل له: نقطعها من مفصل الكف، فجزع، فما أمسى حتى بلغت المرفق، ثم