الزبيدي وصحبه مدة. وتفقه على القاضي الحراني، ووعظ. وكان يبكي على المنبر من حين صعوده إلى حين نزوله. وتعبد في زاويته نحو خمسين سنة. وكان ورعًا حتى إنه عطش مرة فجئ بماء من بعض دور الحكام فلم يشرب.
وكان لا يفعل شيئًا إلا بنية. وكان من جياد أهل السنة ورزق أولادًا صالحين فسماهم أبا بكر،، وعمر، وعثمان، وعلي. وكان أمارًا بالمعروف نهاءً عن المنكر مستجاب الدعوة، له كرامات ومنامات صالحة، رأى في بعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان هو وزوجته يصومان النهار ويقومان الليل، ويحييان بين العشاءين، ولا يفطران إلا بعد العشاء. وختما أولادهما القرآن، وأقرءا جماعة من النساء والرجال، فلما توفي إلى رحمة الله قالت زوجته: اللهم لا تحييني بعده، فماتت بعده بخمسة عشر يومًا رحمهما الله تعالى.