وأنه منعجم اللسان، لا يكاد يفصح بالعربية وذلك لأنه أُتي به من الترك وهو كبير وكان من أمراء الألوف في الدولة الظاهرية، ثم عمل نيابة السلطنة للملك العادل سلامش ابن الظاهر عندما خلعوا الملك السعيد من السلطنة وحلفوا لسلامش وهو ابن سبع سنين وحلفوا للألفي معه وذُكرا معاً في الخطبة.
قال قطب الدين: وضرِبت السكة على واحدٍ من الوجهين باسم سلامش وعلى وجه باسم أتابكه سيف الدين قلاوون. وبقي الأمير على هذا شهرين وأياماً. وفي رجب من سنة ثمانٍ وسبعين وستمائة خلعوا سلامش وبايعوا الملك المنصور واستقل بالأمر وأمسك جماعة كثيرة من الأمراء الظاهرية وغيرهم. واستعمل مماليكه على نيابة البلاد وكسر التتار سنة ثمانين ونازل حصن المرقب في سنة أربعٍ وثمانين وافتتحه وافتتح، طرابلس وعمل بالقاهرة بين القصرين تربة عظيمة ومدرسة كبيرة ومارستانا للمرضى.
وتوفي في ذي القعدة في سادسه يوم السبت بالمخيَّم ظاهر القاهرة وحُمل إلى القلعة ليلة الأحد. وتسلطن ولده الملك الأشرف. ويوم الخميس مستهل العام الآتي فُرّق بتربته صدقات كثيرة من ذهب وورق شملت الناس. فلمّا كان العشي أُنزِل من القلعة في تابوته وقت العشاء الآخرة إلى تربته بين القصرين. وفُرِّق من الغد الذَّهب على القراء الذين قرؤوا تلك الليلة.
قال المؤيَّد في تاريخه: مات في سنة خمسٍ وأربعين علاء الدين قُراسُنقر العادلي من مماليك السلطان الملك العادل وصارت مماليكه بالولاء للملك الصالح نجم الدين، منهم سيف الدين قلاوون الذي تملك.
٥٨٥ - محمد بن أحمد بن محمد ابن النجيب، المحدث، المفيد، بدر الدين، سبط إمام الكلاسة.
كان شاباً، فاضلاً، ذكياً، مليح الكتابة، كثير الفوائد، شديد الطلب، حريصاً على الأجزاء والسماعات، ذا همة عالية، سمع الكثير بدمشق،