للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بغدادي؛ قال الخطيب (١): كتبت عنه، وكان سماعه صحيحًا، سمع أبا حفص الكتاني، وأبا طاهر المخلص.

قلت: روى عنه أبو بكر الأنصاري، وأبو منصور القزاز، ويحيى بن علي الطراح، وغيرهم.

توفي في شوال.

١٠٢ - الخضر بن عبد الله (٢) بن كامل، أبو القاسم المري.

حدث بدمشق، أو بغيرها عن عقيل بن عبيد الله السمسار، وأبي طالب عبد الوهاب بن عبد الملك الفقيه الهاشمي. وعنه ابن الأكفاني، وعلي بن طاهر النحوي، وغيرهما.

قال ابن الأكفاني: ولم يكن يدري شيئًا (٣).

١٠٣ - عباد بن محمد بن إسماعيل بن عباد، المعتضد بالله أبو عمرو أمير إشبيلية ابن قاضيها أبي القاسم.

قد تقدم أن أهل إشبيلية ملكوا عليهم القاضي أبا القاسم، وأنه توفي سنة ثلاث وثلاثين، فقام بالأمر بعده المعتضد بالله. وكان شهمًا صارمًا، جرى على سنن والده مدة، ثم سمت همته وتلقب بالمعتضد بالله، وخوطب بأمير المؤمنين.

وكان شجاعًا داهية. قتل من أعوان أبيه جماعة صبرًا، وصادر بعضهم، وتمكن من الملك، ودانت له الملوك. وكان قد اتخذ خشبًا في قصره، وجللها برؤوس ملوك وأعيان ومقدمين. وكان يشبه بأبي جعفر المنصور. وكان ابنه ولي العهد إسماعيل قد هم بقتل أبيه، وأراد اغتياله، فلم يتم له الأمر، فقبض عليه المعتضد، وضرب عنقه، وعهد إلى ابنه أبي القاسم محمد، ولقبه المعتمد على الله.

ويقال: إنه أخذ مال أعمى، فنزح وجاور بمكة يدعو عليه، فبلغ المعتضد، فندب رجلًا، وأعطاه حقًا فيه جملة دنانير، وطلاها بسم. فسافر إلى


(١) تاريخه ٨/ ١٦٥.
(٢) ويقال: عبيد الله.
(٣) من تاريخ دمشق ١٦/ ٤٣٧ - ٤٣٨.