قل له: بعلامة يوم حارم. قال: وانتبه يحيى، فلما صلى نور الدين خلفه الفجر، وشرع يدعو، هابه أن يكلمه، فقال له نور الدين: يا يحيى. قال: لبيك. قال: تحدثني أو أحدثك؟ فارتعد يحيى وخرس، فقال: أنا أحدثك، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة، وقال لك: كذا وكذا. قال: نعم، فبالله يا مولانا، ما معنى قوله: بعلامة يوم حارم؟ قال: لما التقينا خفت على الإسلام، فانفردت ونزلت، ومرغت وجهي على التراب، وقلت: يا سيدي، من محمود في البين، ادين دينك، والجند جندك، وهذا اليوم هو، فافعل ما يليق بكرمك. قال: فنصرنا الله عليهم.
وحكى لنا شيخنا تاج الدين الكندي قال: ما تبسم نور الدين إلا نادرًا. حكى لي جماعة من المحدثين أنهم قرؤوا عنده حديث التبسم، وكان يرويه، فقالوا له: تبسم. فقال: لا والله لا أتبسم من غير عجب.
وللعماد الكاتب في نور الدين يرثيه:
يا ملكًا أيامه لم تزل بفضله فاضلة فاخرة ملكت دنياك وخلفتها وسرت حتى تملك الآخرة
٣٤١ - مظفر بن القاسم، أبو الأزهر الصيدلاني، المقرئ، المجود.
قرأ القراءات على أبي العز القلانسي، وسمع من أبي القاسم بن الحصين، وأقرأ ببغداد في آخر أيامه.
٣٤٢ - هبة الله بن كامل، أبو القاسم المصري، قاضي القضاة وداعي الدعاة.
كان عالمًا، فاضلًا، أديبًا، شاعرًا، متفننًا، من كبار علماء الدولة المصرية، وكان عندهم في الرتبة العليا. وكان أحد الجماعة الذين سعوا في إعادة دولة بني عبيد، فظفر بهم السلطان صلاح الدين، فأول ما صلب داعي الدعاة هذا، وعمارة اليمني نسأل الله الستر والسلامة، وصلب في رمضان وهو صائم.
٣٤٣ - الهيثم بن هلال بن الهيثم بن محمد، أبو جعفر بن أبي سعد البغدادي.