للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ذلك النهار خربت حتى يقال: كان هنا دار هي بالأمس كانت تصطف على بابها سناجق سبعين أميرا ينتظرون خروجه، فسبحان من لا يحول ولا يزول. ثم حمل إلى القاهرة، وكان يوم دفنه يوما مشهودا، حمل على الأصابع، وعمل له عزاء عظيم.

قتل يوم رابع ذي القعدة.

ومن شعره: دوبيت (١):

صيرّتُ فمي لفيه باللّثم لثام … غصبا ورشفت من ثناياه مُدام

فاغتاظ وقال أنت في الفقه إمام … ريقي خمرٌ وعندك الخمرُ حَرَامُْ

وله (٢):

فِي عشقك قد هجرتُ أُمّي وَأَبِي … الرّاحةُ للغَير وحظّي تعبي

يا ظالم في الهوى أما تُنصفني … وحّدتُك في العشق فلم تُشرك بي

وأنشد أيضا:

وتعانَقْنَا فقُل ما شئت من ماءٍ وخمرِ … وتعاتبنا فقُل ما شئت من غِنْج وسِحرِ

ثُمَّ لمّا أدبر اللّيلُ وجاء الصُّبح يجري … قَالَ إيّاك رقيبي بك يدري قلت يدري

وله (٣):

إذا تحقّقتم ما عند صاحبكم من … الغرام فذاك القدر يكفيه

أنتم سكنتم فؤادي وهو منزلكم … وصاحب البيت أدرى بالّذي فِيهِ

٤٩٩ - يوسف (٤) بن محمود بن الحسين بن الحسن بن أحمد، شمس الدين أبو يعقوب الساوي الأصل الدمشقي المولد، المصري الصوفي، ويعرف بابن المخلص.

ولد في ربيع الأول سنة ثمان وستين وخمسمائة، وسمع من: السلفي، والتاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي، وعبد الله بن بري، والبوصيري، وغيرهم.


(١) انظر فوات الوفيات ٤/ ٣٦٧.
(٢) نفسه ٤/ ٣٦٨.
(٣) انظر مرآة الزمان ٨/ ٧٧٧ - ٧٧٨.
(٤) سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٢٣٣.