فداك! فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، والله إني لأرى الشيطان يتمثل على صورتك ما أرى مجالستك تحل، ووثب ففطن بي عبد الله: والك أشعب تخدع خالي، أصدقني، قلت: بالأمان؟ قال: نعم، فحدثته، فضحك ضحكا شديدا. ورواها أبو داود السنجي عن الأصمعي عن أشعب.
قال الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها، فقال: ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم.
وروي أن أمه أسلمته في البزازين فقالت له: ما تعلمت؟ قال: نصف الشغل، قالت: وما هو؟ قال: النشر وبقي الطي.
وقال الزبير: حدثني عمر ومحمد بن الضحاك والمؤملي قالوا: كان زياد نهما على الطعام، وكان له جدي في رمضان يوضع بين يديه فلا يمسه أحد، فجعل إسماعيل بن جعفر بن محمد عشرين دينارا لأشعب على أن يأكل مع زياد من الجدي، فلما مد يده إلى الجدي، فقال زياد لصاحب الشرطة: بلغني أن المحبوسين لا قارئ لهم، وهم قوم من المسلمين فاحبس أشعب في هذا الشهر عندهم يؤمهم، وكان أشعب قارئا فقال: أو غير ذلك أصلحك الله، قال: وما هو؟ قال: أحلف أن لا آكل جديا.
وعن أشعب: أن رجلا شوى دجاجة ثم ردها فسخنت، ثم ردها أيضا، فقال أشعب: هذه كآل فرعون، النار يعرضون عليها غدوا وعشيا.
وفي المجالسة الدينورية عن النضر بن عبد الله الحلواني أنه سمع الأصمعي يقول: أصاب أشعب دينارا بمكة فاشترى به قطيفة وأتى منى فجعل يقول: يا من ذهبت منه قطيفة.
وقيل: إن رجلا دعاه، فقال: ما أجيبك أن أخبر بكثرة جموعك، فقال: على أن لا أدعو سواك، فأجابه، فبينا هم كذلك، إذ طلع صبي فصاح أشعب: من هذا؟ ألم أشرط عليك؟ قال: يا أبا العلاء هو ابني، وفيه عشر خصال ما هي في صبي، قال: وما هن؟ قال: لم يأكل مع ضيف، قال: حسبي، التسع لك.
وقال محمد بن الحسين بن سماعة: حدثني محمد بن أحمد عمن حدثه: قال أشعب: جاءتني جاريتي بدينار فجعلته تحت المصلى، ثم جاءت بعد أيام