وقيل: لبعضهم: أيسرك أنك باهلي وأنك دخلت الجنة؟ قال: أي والله بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني باهلي.
ويروى أن أعرابيا لقي آخر فقال: ممن أنت؟ قال: من باهلة، فرثى له الأعرابي، فقال: وأزيدك، إني لست من صميمهم بل من مواليهم، فأخذ الأعرابي يقبل يديه ويقول: ما ابتلاك الله بهذه الرزية في الدنيا إلا وأنت من أهل الجنة.
قلت: قتيبة لم ينل ما ناله بالنسب، بل بالشجاعة والرأي والدهاء والسعد وكثرة الفتوحات.
١٧٦ - قرة بن شريك بن مرثد بن حرام القيسي العبسي القنسريني، أمير مصر من قبل الوليد وكان ظالما فاسقا جبارا.
قال أبو سعيد بن يونس: كان خليعا، مات على إمرة مصر في سنة ستٍ وتسعين، بعد أن وليها سبع سنين، أمره الوليد ببناء جامع الفسطاط والزيادة فيه، قال: وقيل: إنه كان إذا انصرف الصناع من بناء الجامع دخله فدعا بالخمر والطبل والمزمار ويقول: لنا الليل ولهم النهار، وكان من أظلم خلق الله. همت الإباضية باغتياله، وتبايعوا على ذلك، فعلم بهم، فقتلهم.
قال ابن شوذب وغيره: قال عمر بن عبد العزيز: الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، وعثمان بن حيان المري بالحجاز، وقرة بن شريك بمصر، امتلأت الأرض - والله - جورا.
ويروى أن نعي الحجاج وقرة وردا على الوليد في يوم واحد، وليس بشيء، فإن قرة عاش بعد الحجاج ستة أشهرٍ.
١٧٧ - ع: قزعة بن يحيى، أبو الغادية البصري، مولى زياد ابن أبيه، وقيل: مولى غيره