فهؤلاء الذين حفظت أسماؤهم من الشهداء السبعين الذين صح أنه نزل فيهم: بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخت.
وقيل: بل كانوا اثنين وعشرين راكبا. ولعل الراوي عد الركاب دون الرجالة.
أخبرنا إسماعيل بن أبي عمرو، قال: أخبرنا ابن البن، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا ابن أبي العلاء، قال: أخبرنا ابن أبي نصر، قال: أخبرنا ابن أبي العقب، قال: أخبرنا أحمد ابن البسري، قال: حدثنا محمد بن عائذ، أخبرني حجوة بن مدرك الغساني، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث عامر بن مالك ملاعب الأسنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابعث إلي رهطا ممن معك يبلغوني عنك وهم في جواري. فأرسل إليه المنذر بن عمرو رضي الله عنه في اثنين وعشرين راكبا، فلما أتوا أداني أرض بني عامر بعث أربعة ممن معه إلى بعض مياههم، أو قال إلى بعضهم. قال: وسمع عامر بن الطفيل فأتاهم فقاتلهم فقتلهم قال: ورجع الأربعة رهط الذين كان وجه بهم المنذر، فلما دنوا إذا هم بنسور تحوم، قالوا: إنا لنرى نسورا تحوم، وإنا نرى أصحابنا قد قتلوا، فلما أتوهم قال رجلان منهم: لا نطلب الشهادة بعد اليوم، فقاتلا حتى قتلا. ورجع الرجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيا رجلين من بني عامر فسألاهما ممن هما فأخبراهما فقتلاهما وأخذا ما معهما. وأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه خبر أصحابهم وخبر الرجلين العامريين، وأتياه بما أصابا لهما. فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حلتين كان كساهما، فقال: قد كانا منا في عهد. فوداهما إلى قومهما دية الحرين المسلمين.
وقال حسان بعد موت عامر بن مالك يحرض ابنه ربيعة:
بني أم البنين ألم يرعكم فذكر الأبيات.
فقال ربيعة: هل يرضى مني حسان طعنة أطعنها عامرا؟ قيل: نعم فشد عليه فطعنه فعاش منها.
وفيها توفيت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة القيسية الهوازنية العامرية