٢٠٨ - عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن، الإمام أبو سعد ابن القشيريّ، النيسابوري.
كان أكبر أولاد الشّيخ، وكان كبير الشّأن في السُّلوك والطّريقة، ذكيًّا أصوليًّا، غزير العربيّة.
سمع أبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصَّيرفيّ، وهذه الطّبقة. ومولده سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقدم بغداد مع أبيه، وسمع من أبي الطَّيِّب الطَّبريّ، وأبي محمد الجوهريّ.
قال السّمعانيّ: كان رضيع أبيه في الطّريقة، وفخر ذويه وأهله على الحقيقة. ثمّ بالغ في تعظيمه في التَّصوُّف، والأصول، والمناظرة، والتّفسير.
قال: وكانت أوقاته ظاهرًا مستغرقًا في الطّهارة والاحتياط فيها، ثمّ في الصّلوات والمبالغة في وصل التّكبير، وباطنًا في مراقبة الحقّ، ومشاهدة أحكام الغيب. لا يخلو وقته عن تنفُّس الصُّعداء وتذكّر البرحاء، وترنُّم بكلامٍ منظومٍ أو منثور، يشعر بتذكر وقتٍ مضى، وتأسُّفٍ على محبوب مر ّوانقضى. وكان أبوه يعاشره معاشرة الإخوة، وينظر إلى أحواله بالحرمة.
روى عنه ابن أخته عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ، وابن أخيه هبة الرحمن، وعبد الله ابن الفراويّ، وعائشة بنت أحمد الصّفار، وجماعة.
وذكر عبد الغافر أنّ خاله أصابته علّة احتاج في معالجتها إلى الأدوية الحارّة، فظهر به علّةٌ من الأمراض الحادّة، وامتدّت مدّة مرضه ستّة أشهر، إلى أن ضعف ومات في سادس ذي القعدة قبل أمّه بأربع سنين، وهي فاطمة بنت الدّقّاق.
قال عبد الغافر: هو أكبر الإخوة، من لا ترى العيون مثله في الدُّهور، ذو حظًّ وافر في العربيّة، وحصّل الفقه، وبرع في علم الأصول بطبع سيّال، وخاطر إلى مواقع الإشكال ميّال، سبّاق إلى درك المعاني، وقّاف على المدارك والمباني. وأمّا علوم الحقائق فهو فيها يشّق الشَّعر.
قلت: وطوّل ترجمته.
٢٠٩ - عبد الرحمن بن محمد بن عفيف، أبو منصور البوشنجيّ الهرويّ، المعروف بكلاّريّ.