قال الحافظ ابن المفضل في الوفيات: قرأت عليه سنن أبي داود، وأخبرنا ابن المشرّف، عن الحبّال، عن أبي محمد النحّاس، عن ابن الأعرابي مناولةً، عنه.
وقرأت عليه ستة أجزاء من أول كتاب الأسماء والكنى للنسائي، وهو عشرون جزءًا، عن ابن المشرف، عن الحبّال، عن ابن الخصيب، عن ابن النسائي، عن أبيه.
وناولني صحيح مسلم، أصل سماعه من يوسف الميورقي، اللخمي، عن الحسين بن علي الطبري، بسنده. وتوفي في رمضان، ومولده سنة إحدى وخمس مائة.
٣٢٦ - الموفق بن شوعة اليهودي المصري الطبيب، الملقّب بالقيثارة.
من أعيان الأطباء والكحّالين. وكان ظريفًا، شاعرًا، ماجنًا.
خدم السلطان صلاح الدين بالطب. وكان الشيخ نجم الدين الخبوشاني له صورة بمصر، وفيه صلاح وتمفقر، فإذا رأى ذمّيًا راكبا قصد قتله، فكانوا يتحامونه، فرأى الموفق راكبًا فضربه بشيء أصاب عينه، فقلعها وراحت هدرًا.
وله، أعني الموفق، قصيدة يهجو فيها ابن جميع اليهودي رأس الأطباء بالقاهرة ويرميه بالأبنة. فلهم اللعنة.
٣٢٧ - يوسف بن إبراهيم بن عثمان، أبو الحجاج العبدري، الغرناطي، المعروف بالثغري.
أخذ القراءات عن عبد الرحيم بن الفرس، وأبي الحسن شريح بن محمد، وأبي بكر يحيى بن الخلوف، وأبي الحسن ابن الباذش.
وسمع منهم، ومن أبي مروان الباجي، وأبي بكر ابن العربي، وأبي الحسن بن مغيث، وخلق.
وصحب أبا بكر بن مسعود النحوي مدةً، وأخذ عنه العربية. وأجاز له أبو علي بن سكّرة، وأبو بكر الطرطوشي.
قال ابن الأبّار: وكان فقيهًا حافظًا، محدّثًا، راوية، مقرئًا، ضابطًا، مفسرًا، أديبًا. نزل في الفتنة قليوشة وأقرأ بها. وولي الصلاة والخطبة.
أكثر عنه أبو عبد الله التجيبي وقال: لم أر أفضل منه، ولا أزهد، ولا أحفظ لحديث