كان من أمراء عبيد الله بن زياد، وقع به أصحاب المختار فبيتوه، فقاتل حتى قتل.
قال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا أبو بشر هارون الكوفي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: كان شمر بن ذي الجوشن يصلي معنا الفجر، ثم يقعد حتى يصبح، ثم يصلي فيقول: اللهم، إنك شريف تحب الشرف، وأنت تعلم أني شريف، فاغفر لي! فقلت: كيف يغفر الله لك، وقد خرجت إلى ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعنت على قتله؟ قال: ويحك، فكيف نصنع، إن أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر، فلم نخالفهم، ولو خالفناهم كنا شرا من هذه الحمر السقاة.
قلت: ولأبيه صحبة، اسمه شرحبيل، ويقال: أوس، ويقال: عثمان العامري الضبابي، وكنيته أعني شمر: أبو السابغة.
وقال الواقدي: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: رأيت قاتل الحسين شمر بن ذي الجوشن، ما رأيت بالكوفة أحدا عليه طيلسان غيره.
وذكر الحافظ ابن عساكر أنه قدم على يزيد مع آل الحسين.
٤٣ - صلة بن أشيم، أبو الصهباء البصري العابد، من سادة التابعين.
يروى له عن ابن عباس حديث واحد.
روى عنه الحسن البصري، ومعاذة العدوية وهي زوجته، وثابت البناني، وحميد بن هلال، وغيرهم حكايات.
روى ابن المبارك في الزهد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون في أمتي رجل يقال له: صلة، يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا. حديث منقطع كما ترى.
جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن معاذة قالت: كان أبو الصهباء يصلي حتى ما يستطيع أن يأتي فراشه إلا زحفا.
وقالت معاذة: كان أصحاب صلة إذا التقوا عانق بعضهم بعضا.