وفيها ظهر عبد الله بن علي، وبعث بالبيعة مع أخيه سليمان بن علي إلى أمير المؤمنين.
وأما جهور بن مرار العجلي، فإنه هزم سنباذ كما مضى، وحوى ما في عسكره من الأموال والذخائر التي أخذها سنباذ من خزائن أبي مسلم، فلم يبعث بها إلى المنصور، ثم خاف فخلع المنصور، فجهز المنصور لحربه محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش عظيم، فالتقوا واشتد القتال بينهم، ثم انكسر جهور فهرب إلى أذربيجان، ثم قتل.
وفيها دخل عبد الرحمن بن معاوية الداخل الأموي إلى الأندلس واستولى عليها، وامتدت أيامه وبقيت الأندلس في يد أولاده إلى بعد الأربع مائة، والله أعلم.
[سنة تسع وثلاثين ومائة]
فيها توفي: إسماعيل بن أمية الأموي، والحسن بن عبيد الله النخعي، وخالد بن يزيد المصري الفقيه، وسلمة بن علقمة أبو بشر بالبصرة، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن مهاجر الدمشقي، وعبد الله بن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، ويونس بن عبيد بالبصرة.
وفيها خرج جعفر بن حنظلة البهراني، فأتى مدينة ملطية وهي خراب فعسكر بها، وأقبل الأمير عبد الواحد فنزل على ملطية فزرع أرضها وطبخ كلساً لبناء سورها، ثم قفل، فوجه طاغية الروم من حرق الزرع.
وفيها غزا الأمير صالح بن علي والأمير العباس بن محمد، فوغلا في أرض الروم، وغزا معهما أم عيسى ولبابة أختا الأمير صالح، وكانتا نذرتا إن زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله، ثم لم يكن بعد هذا العام صائفة