للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو محمد بن حزم: توفي بصقلية سنة سبع عشرة.

قال ابن بشكوال: كان صاعد يُتهم بالكذب.

وقد ذكره الحُميدي في تاريخه فقال: أخبرني شيخ أن أبا العلاء دخل على المنصور في مجلس أُنس، وقد اتخذ قميصا من رقاع الخرائط التي وصلت إليه، فيها صِلاته، فلما وجد فرصة تجرد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا؟ فقال: هذه خرق صِلات مولانا اتخذتها شعارا، وبكى وأتبع ذلك الشُكر. فأعجب به وقال: لك عندي مزيد. قال: وكتابه الفصوص على نحو كتاب النوادر للقالي، وكان كثيرا ما تُستغرب له الألفاظ ويُسأل عنها فيسرع الجواب، نحو ما يُحكى عن أبي عمر الزاهد. قال: ولولا أن أبا العلاء كان كثير المُزاح لما حُمل إلا على التصديق.

قلت: طول ترجمته بحكايات وأشعار رائقة له.

٢٩٣ - طاهر بن محمد السهلي السرخسي الطوسي، أبو الحارث.

فقيه عدل روى عن ابن العباس البصري، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، ومحمد بن أحمد بن حامد العطار. حدث بنيسابور بسنن ابن الموجه وكان يملي بطوس؛ روى عنه محمد بن أحمد بن أبي جعفر.

٢٩٤ - عبد الله بن أحمد بن عبد الله، الإمام أبو بكر المروزي القفال. شيخ الشافعية بُخراسان.

كان يعمل الأقفال، وحذق في عملها حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات. فلما صار ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاءً، فأقبل على الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران، وهو صاحب طريقة الخُراسانيين في الفقه.

تفقه عليه أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المسعودي، وأبو علي الحسين بن شُعيب السنجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن فُوران الفوراني، وهؤلاء من كبراء فُقهاء المراوزة.

وتوفي بمرو في جمادى الآخرة وله تسعون سنة.

قال الفقيه ناصر العُمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>