وسيمكوه، وتأذى بهم أهل أبهر، واستغاثوا بالسلطان، فبعث عسكراً حاصروها ثمانية أشهر، وفتحت، وقتل كل من بها، ولهم عدة قلاعٍ سوى ما ذكرنا.
قال: وكان تيرانشاه ابن تورانشاه بن قاروت بك السلجوقي بكرمان قد قتل الإسماعيلية الأتراك أصحاب الأمير إسماعيل، وكانوا قوماً سنة، قتل منهم ألفي رجل صبراً، وقطع أيدي ألفين، ونفق عليه أبو زرعة الكاتب، فحسن له مذهب الباطنية، فأجاب، وكان عنده الفقيه أحمد بن الحسين البلخي الحنفي، وكان مطاعاً في الناس، فأحضره عنده ليلةً، وأطال الجلوس، فلما خرج أتبعه من قتله، فلما أصبح دخل عليه الناس، وفيهم صاحب جيشه، فقال: أيها الملك، من قتل هذا الفقيه؟ فقال: أنت شحنة البلد، تسألني من قتل هذا؟ أنا أعرف قاتله! ونهض، ففارقه الشحنة في ثلاثمائة فارس، وسار من كرمان إلى ناحية أصبهان، فجهز الملك خلفه ألفي فارس فقاتلهم وهزمهم. وقدم أصبهان وبها السلطان محمد، فأكرمه.
وأما عسكر كرمان، فخرجوا على تيرانشاه، وحاربوه وطردوه عن مدينة بردسير التي هي قصبة كرمان، وأقاموا عليهم ابن عمه أرسلان شاه، وأما تيرانشاه فالتجأ إلى مدينة صغيرة، فمنعه أهلها وحاربوه، وأخذوا خزائنه، ثم تبعه عسكر، فأخذوه، وأخذوا أبا زرعة، فقتلهما أرسلان شاه.
واستفحل أمر الباطنية وكثروا، وصاروا يتهددون من لا يوافقهم بالقتل، حتى صارت الأمراء يلبسون الدروع تحت ثيابهم، وكان الوزير الأعز أبو المحاسن يلبس زرديةً تحت ثوبه، وأشارت الأمراء على بركياروق السلطان بقصدهم قبل أن يعجز عن تلافي أمرهم، فأذن في قتلهم، وركب هو والعسكر وطلبوهم، وأخذوا جماعة من خيامهم.
وممن قتل واتهم بأنه مقدمهم الأمير محمد بن كاكويه صاحب يزد، ونهبت خيامه، وقتل جماعة برءاء سعى بهم أعداؤهم. وقد كان أهل عانة نسبوا إلى هذا المذهب قديماً في أيام المقتدي بالله، فأنهي حالهم إلى الوزير أبي شجاع، فطلبهم، فأنكروا وجحدوا، فأطلقهم. واتهم إلكيا الهراسي مدرس