النظامية بأنه باطني، فأمر السلطان محمد بالقبض عليه، ثم شهدوا له ببراءة الساحة، فأطلق.
وفيها حاصر الأمين بزغش، وهو أكبر أمراء الملك سنجر، حصن طبس الذي فيه الإسماعيلية، وضيق عليهم، وخرب كثيراً من سورها بالمنجنيق، ولم يبق إلا أخذها، فرحل عنهم وتركهم، فبنوا السور، وملؤوا القلعة ذخائر، ثم عاودهم بزغش سنة سبعٍ وتسعين.
وفيها سار كندفري صاحب القدس إلى عكا فحاصرها، فأصابه سهم فقتله، فسار أخوه بغدوين، ويقال: بردويل، إلى القدس في خمسمائة، فبلغ الملك دقاق صاحب دمشق، فنهض إليه هو وجناح الدولة صاحب حمص، فانكسرت الفرنج.
وفيها ملكت الفرنج سروج، من بلاد الجزيرة، لأنهم كانوا قد ملكوا الرها بمكاتبةٍ من أهلها النصارى، وليس بها من المسلمين إلا قليل، فحاربهم سقمان، فهزموه في هذه السنة، وساروا إلى سروج، فأخذوها بالسيف، وقتلوا وسبوا.
وفيها ملكوا مدينة حيفا، وهي بقرب عكا على البحر، أخذوها بالأمان، وأخذوا أرسوف بالأمان. وفي رجب أخذوا قيسارية بالسيف، وقتلوا أهلها.
وفي رمضان أمر المستظهر بالله بفتح جامع القصر، وأن تصلى فيه التراويح، وأن يجهر بالبسملة، ولم تجر بهذا عادة، وإنما تركوا الجهر بالبسملة في جوامع بغداد مخالفة للشيعة أصحاب مصر، وأمر أيضا بالقنوت على مذهب الشافعي.
قصة ابن قاضي جبلة أبي محمد عبيد الله بن صليحة:
كانت جبلة تحت حكم ابن عمار صاحب طرابلس، فتعانى ابن صليحة الجندية، وكان أبوه قاضياً، فطلع هو فارساً شجاعاً، فأراد ابن عمار أن يمسكه، فعصى عليه، وأقام الخطبة العباسية، وحوصر، فلم يقدروا عليه، ثم لما غلبت الفرنج حاصروه، فشنع أن بركياروق وعساكره قد توجهوا إلى الشام، فرحلت الفرنج، ثم عاودوه، فأرجفهم بمجيء المصريين، فرحلوا عنه، ثم عادوا لحصاره، فقرر مع رعيته النصارى أن يراسلوا الفرنج، ويواعدوهم إلى