١٦٩ - معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر بن أحمد، الحافظ أبو أحمد القرشي العبشمي، من ولد سمرة بن جندب
من أعيان عدول أصبهان وكبار محدثيها وفضلاء وعاظها. ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة. وسمع من أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد، وغانم البرجي، وأبي المحاسن الروياني، وأبي علي الحداد، ومحمد بن أحمد بن المطهر، وفاطمة الجوزدانية، وخلق كثير. ورحل سنة نيف وعشرين وخمسمائة فسمع أبا القاسم بن الحصين، وأحمد بن رضوان، وأبا العز بن كادش، وأبا بكر الأنصاري، ومن بعدهم. وعاد إلى أصبهان مشغولًا بالسماع وإفادة الغرباء. وقدم بغداد بعد ذلك سبع مرات يسمع ويسمع أولاده.
روى عنه أبو سعد السمعاني، وابن الجوزي، والحافظ عبد الغني، والشيخ الموفق، والسهروردي، وأبو محمد ابن الأخضر، وعمر بن طبرزذ، وآخرون آخرهم أبو الحسن ابن المقير بالسماع، وابن مسلمة، وعيسى الخياط بالإجازة.
قال ابن السمعاني: معمر بن عبد الواحد شاب كيس، حسن العشرة والصحبة، سخي النفس، متودد، يراعي حقوق الغرباء ويقضي حوائجهم. وأكثر ما سمعت بأصبهان من الشيوخ كان بإفادته، كان يدور من الصباح إلى الليل على الشيوخ شكر الله سعيه، ثم كان ينفذ إلي الأجزاء لأنسخها، ويكتب إلي وفاة الشيوخ، كتب لي جزءًا من حديثه عن شيوخه، وحدثني به.
وقال ابن الجوزي: كان من الحفاظ الوعاظ، وله معرفة حسنة بالحديث، كان يخرج ويملي. سمعت منه بالمدينة في الروضة. وتوفي بالبادية ذاهبًا إلى الحج في ذي القعدة.
وقال ابن النجار: كان سريع الكتابة موصوفًا بالحفظ والمعرفة والثقة والصلاح والمروءة والورع. صنف كثيرًا في الحديث، والتواريخ، والمعاجم،