جماعة اتهموا بفعل ذلك، وصلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد.
وفيها حج بالناس من العراق أبو الحسن محمد بن الحسين بن يحيى العلوي، وكان أمير مكة الحسن بن جعفر أبو الفتوح العلوي، فاتفق أن أبا القاسم ابن المغربي حصل عند حسان بن المفرج بن الجراح الطائي، فحمله على مباينة صاحب مصر، وقال: لا مغمز في نسب أبي الفتوح، والصواب أن ننصبه إماماً، فوافقه، فمضى ابن المغربي إلى مكة، فأطمع صاحب مكة في الخلافة، وسهل عليه الأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحسنيين، وحسن له أبو القاسم ابن المغربي أخذ ما على الكعبة من فضة وضربه دراهم.
واتفق موت رجل بجدة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على ذلك كله، فخطب لنفسه، وتسمى بالراشد بالله، وسار لاحقاً بآل الجراح الطائي. فلما قرب من الرملة، تلقته العرب، وقبلوا الأرض، وسلموا عليه بالخلافة، وكان متقلداً سيفاً زعم أنه ذو الفقار وفي يده قضيب، ذكر أنه قضيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسان الطائي ملطفاً، وبذل له أموالاً جزيلة، وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحرمين، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالاً، فقيل إنه بعث إلى حسان بخمسين ألف دينار مع والدة حسان، وأهدى له جارية جهزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أبو الفتوح الحال، فضعف وركب إلى أبي حسان المفرج الطائي مستجيراً به فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فرده إلى مكة.
وفيها استولى بزال على دمشق وهزم متوليها منيراً وفرق جمعه.
وفيها أقبل بسيل طاغية الروم في جيوشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار إلى شيزر فنهبها، ثم نازل طرابلس مدة، ثم رجع إلى بلاده.