وقد آذاه الحجاج وضربه؛ لأنه كان من أصحاب ابن الزبير، فأتى أبوه سهل فقال: ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم؟ فأطلقه.
يقال: توفي قريباً من سنة عشرين ومائة.
١٤٠ - ع: عبد الله بن بريدة بن الحصيب، أبو سهل الأسلمي.
قاضي مرو بعد أخيه سليمان، وهما توأمان. روى عن أبيه، وأبي موسى، وعائشة، وعمران بن حصين، وسمرة، وابن مسعود، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن مغفل، وعن أبي الأسود الدؤلي، ويحيى بن يعمر، وطائفة. وعنه حسين المعلم، والجريري، ومالك بن مغول، ومقاتل بن حيان، وأجلح الكندي، وكهمس بن الحسن، والحسين بن واقد قاضي مرو، وخلق آخرهم معاوية بن عبد الكريم الضال.
قال أبو تميلة: حدثنا عبد المؤمن بن خالد عن ابن بريدة قال: ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثة أشياء: ألا يدع المشي فإنه إن احتاج إليه لم يقدر عليه، وألا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق، وألا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها.
وقال أحمد في مسنده: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني حسين قال: حدثني ابن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أكلنا، ثم شرب معاوية فناول أبي، ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريشٍ وأجودهم ثغراً، وما شيء كنت أجد له لذة وأنا شابٌ أجده غير اللبن، أو إنسان حسن الحديث يحدثني.
وعن ابن بريدة قال: ولدت أنا وأخي لثلاثٍ خلون من خلافة عمر.