للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٥٠ - عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي النصيبي الشاعر، المعروف بالببغاء.

خدم سيف الدولة بن حمدان.

قال الخطيب (١): كان شاعرا مجودا، وكاتبا مترسلا، جيد المعاني، حسن القول في المديح والغزل، ومن شعره:

يا من تشابه منه الخلق والخلق … فما تسافر إلا نحوه الحدق

توريد دمعي من خديك مختلس … وسقم جسمي من جفنيك مسترق

لم يبق لي رمق أشكو إليك به … وإنما يتشكى من به رمق

وله:

أستودع الله قوما ما ذكرتهم … إلا وضعت يدي لهفا على كبدي

تبدلوا وتبدلنا وأخسرنا … من ابتغى شيبا يسلي فلم يجد

طمعت ثم رأيت اليأس أجمل بي … تنزها فخصمت الشوق بالجلد

وقال أبو محمد الجوهري: أنشدني الببغاء لنفسه، ومرة قال: أنشدنا ابن الحجاج:

كثير التلون في وعده … قليل الحنو على عبده

يموج الكثيب على ردفه … وينمى القضيب إلى قده

ولما بدا الروض في عارضيه … واشتعل الورد في خده

بعثت بقلبي مستعديا … على وجنتيه فلم يعده

وخلفته عنده موثقا … فما لي سبيل إلى رده

وله:

وكأنما نقشت حوافر خيله … للناظرين أهلة في الجلمد

وكأن طرف الشمس مطروف وقد … جعل الغبار له مكان الإثمد

وله:

أوليس من إحدى العجائب أنني … فارقته وحييت بعد فراقه

يا من يحاكي البدر عند تمامه … ارحم فتى يحكيه عند محاقه


(١) تاريخه ١٢/ ٢٦٠ - ٢٦٢.