وفيها قدم المنصور الشام، وزار بيت المقدس، ثم جهز يزيد بن حاتم في خمسين ألفا لحرب الخوارج بإفريقية، وأنفق على ذلك الجيش - مع شحه بالمال - ستين ألف ألف درهم وزيادة.
وذكر الواقدي أن صاعقة نزلت بالمسجد الحرام فأهلكت خمسة نفر.
وفيها هلك الوزير أبو أيوب المورياني، وكان المنصور قد غضب عليه في عام أول، فسجنه وأخاه خالدا وبني أخيه وصادرهم، وسبب غضبه عليهم أن كاتب سر الوزير سعى به إلى المنصور، فهلك أبو أيوب وضرب أعناق بني أخيه.
وقال مروان بن محمد الطاطري: قدم المنصور دمشق، فاستعمل على قضائها يحيى بن حمزة، فاعتل بأنه شاب، فقال: إني أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية، فبقي على القضاء ثلاثين سنة.
[سنة خمس وخمسين ومائة]
فيها توفي: زبان بن فائد المصري، وصفوان بن عمرو الحمصي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التجيبي، وعثمان بن أبي العاتكة الدمشقي، وعثمان بن عطاء الخراساني بالشام، ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ظنا، ومسعر بن كدام على الصحيح، والمفضل بن لاحق، وأبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح في قول.
وفيها استنقذ يزيد بن حاتم المغرب من الخوارج بعد حروب عظيمة، وقتل أبا عاد وأبا حاتم ملكي الخوارج، ومهد الإقليم وبقي على إمرته خمسة عشر عاما.
وفيها سار المهدي إلى الرافقة، فنزل هناك، وأنشأ المدينة.
وفيها أمر الخليفة بعمل سور على البصرة، وسور على الكوفة، فعملا من أموال أهل البلدين، وولى البصرة الهيثم بن معاوية العتكي.