وقال ابن عساكر: قال من حضر جنازة الفقيه نصر: خرجنا بها، فلم يمكنّا دفنه إلى قريب المغرب، لأن الخلق حالوا بيننا وبينه، ولم نر جنازةً مثلها. أقمنا على قبره سبع ليالٍ.
٣٧٣ - هادي بن الحسن بن محمد العلوي، أبو البركات الأصبهاني.
من أعيان السّادة، سمع ابن ريذة، والفضل بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي بكر الذكوانيّ. روى عنه السلفي، وقال: توفّي في ذي القعدة.
٣٧٤ - يحيى بن أحمد بن أحمد بن محمد بن علي، أبو القاسم السّيبي القصري المقرئ المعمر.
سأله غير واحدٍ عن مولده، فقال: في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، وقال مرةً: في جمادى الأولى بقصر ابن هبيرة، فيكون عمره مائةً وسنتين.
قرأ القرآن بالرّوايات على أبي الحسن الحمامي، وسمع أبا الحسن بن الصلت، وأبا الفضل عبد الواحد التّميمي، ومحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم. ولو سمع على قدر مولده لسمع من أصحاب البغوي، وابن أبي داود.
وكان حسن الإقراء، مجوداً، ختم عليه خلق القرآن.
وذكره السّمعاني فقال: رحل النّاس إليه من الآفاق، وأخذوا عنه الحديث وأكثروا، وكان خيراً، ثقة، صالحاً، ديّناً. روى لنا عنه أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم ابن السمرقندي، وأبو البركات الأنماطي، وأبو الفرج اليوسفي، وأبو القاسم التيّمي الحافظ، وأبو نصر الغازي، وآخرون، وسمعت ابن ناصر يقول: إنّه توفّي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر.
وقال ابن سكرة: كان صالحاً، مسناً، عفيفاً، لو سمع لكان من أسند من لقيناه، وفارقته سنة تسعٍ وثمانين، وهو يمشي ويتصرف، ويتعمّم بالسواد.
ذكر ابن النّجار أنّه سمع من أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت.
٣٧٥ - الأمير أبو نصر، ابن الملك جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه.
عدم في هذا العام، وهو آخر من ركب الخيل من بني بويه، كان السلطان ملكشاه قد أقطعه المدائن وغيرها، فهرب والتجأ إلى سيف الدّولة ابن مزيد، فأعرض عنه، فتنقل في الأرض، وأضمرته البلاد. وكانوا قد شهدوا عليه بالزندقة، وحكم القاضي بقتله، وكان له داران ببغداد، فعملتا مسجدين بأمر الخليّفة.