خليل، ومحمد بن عبد السلام الخشني. ورحل إلى المشرق سنة أربع وسبعين ومائتين، وهو ابن بضع وعشرين سنة، فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة بمكة. وأبا محمد بن قتيبة، ومحمد بن الجهم السمري، والكديمي، وجعفر بن محمد بن شاكر، والحارث بن أبي أسامة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأبا إسماعيل الترمذي، وأحمد بن أبي خيثمة. وسمع منه: تاريخه وإسماعيل القاضي، ونحوهم ببغداد. وإبراهيم ابن أبي العنبس القاضي، وإبراهيم بن عبد الله العبسي القصار صاحب وكيع. وكان رفيقه في الرحلة محمد بن عبد الملك بن أيمن.
وصنف كتاب السنن على وضع سنن أبي داود لكونه فاته السماع منه. وصنف مسند مالك، وكتاب بر الوالدين، وغير ذلك.
وكان بصيرا بالحديث والرجال، نبيلا في النحو والغريب والشعر، مشاورا في الأحكام.
ولد في ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائتين، وكان ممتعا بذهنه، لا ينكر منه شيء إلا النسيان، خاصة إلى آخر سنة سبع وثلاثين، فتغير ذهنه إلى أن مات في رابع عشر جمادى الأولى سنة أربعين.
ومن مصنفاته: كتاب المنتقى وهو كصحيح مسلم في الصحة، وكتاب المنتقى في السنن، وآثار التابعين. وله مصنف في الأنساب في غاية الحسن.
وقيل: ترك التحديث قبل موته بعامين.
روى عنه: حفيده قاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد الباجي الحافظ، وعبد الوارث بن سليمان، وعبد الله بن نصر، وأبو بكر محمد بن أحمد بن مفرج، وأحمد بن القاسم التاهرتي، وقاسم بن محمد بن عسلون، وأبو عمر أحمد بن الجسور، وأبو عثمان سعيد بن نصر، وخلق غيرهم.