نعيم الحافظ. وسمع من أبيه، وعمّه إبراهيم. وسماعه قبل الأربع مائة.
روى عنه أبو القاسم ابن السمرقندي، وأبو غالب ابن البنّاء، وهبة الله بن طاوس، ومحمود بن محمد الرّحبي، وإسماعيل بن محمد الأصبهاني الحافظ، وأبو بكر قاضي المرستان، وأبو البركات الأنماطي، وأحمد بن محمد أبو سعد البغدادي، وآخرون.
قال السّمعاني: كان أحد المعمّرين والفضلاء المقدّمين، جمع التفسير الكبير الذي لم ير في التفاسير كتابٌ أكبر منه، ولا أجمع للفوائد، لولا أنه مزجه بكلام المعتزلة، وبثّ فيه معتقده، وما اتّبع نهج السّلف فيما صنّفه من الوقوف على ما ورد في الكتاب والسّنّة والتصديق بهما. وأقام بمصر سنين، وحصّل أحمالاً من الكتب، وحملها إلى بغداد، وكان داعيةً إلى الاعتزال. سمعت أبا سعد البغدادي الحافظ يقول: كان يصرّح بالاعتزال. وقال ابن عساكر: هو مصنف مشهور. سكن طرابلس مدّةً، ثمّ عاد إلى بغداد. سمعت الحسين بن محمد البلخي يقول: إنّ أبا يوسف صنّف التفسير في ثلاث مائة مجلّد ونيّف، وقال: من قرأه علي وهبته النّسخة. فلم يقرأه عليه أحد. وسمعت هبة الله بن طاوس يقول: دخلت على أبي يوسف ببغداد وقد زمن، فقال: من أين أنت؟ قلت: من دمشق. قال: بلد النّصب.
وقال ابن النّجّار: قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل الفقيه: قدم علينا القاضي أبو يوسف القزويني من مصر، وكان يفتخر بالاعتزال. وكان فيه توسّع في القدح في العلماء الذين يخالفونه وجرأة. وكان إذا قصد باب نظام الملك يقول لهم: استأذنوا لأبي يوسف القزويني المعتزلي. وكان طويل اللسان بعلمٍ تارةٍ، وبسفهٍ يؤذي به الناس أخرى. ولم يكن محقّقاً إلا في التفسير، فإنّه لهج بالتفاسير حتّى جمع كتاباً بلغ خمس مائة مجلّد، حشى فيه العجائب، حتّى رأيت منه مجلّدة في آيةٍ واحدة، وهي قوله تعالى:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} فذكر فيه السّحرة والملوك الذين نفق عليهم السّحر وأنواع السّحر وتأثيراته.
وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك: ملك أبو يوسف القزويني كتباً لم