للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد آمن بالله ورسوله. قال النبي : قد مات أخ لكم بالحبشة. فخرج بهم إلى المصلى، وصفهم، وصلى عليه.

قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور.

ويكتب هنا الخبر الذي في السيرة قبل إسلام عمر (١).

[وفي رجب غزوة تبوك]

قال ابن إسحاق (٢)، عن عاصم بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن رسول الله قلما كان يخرج في غزوة إلا أظهر أنه يريد غيرها، إلا غزوة تبوك فإنه قال: أيها الناس، إني أريد الروم. فأعلمهم. وذلك في شدة الحر وجدب من البلاد. وحين طابت الثمار؛ والناس يحبون المقام في ثمارهم.

فبينا رسول الله ذات يوم في جهازه، إذ قال للجد بن قيس: يا جد، هل لك في بنات بني الأصفر؟ فقال: يا رسول الله، لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد عجبا بالنساء مني. وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني، فائذن لي يا رسول الله. فأعرض عنه رسول الله ، وقال: قد أذنت لك. فنزلت ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾ قال: وقال رجل من المنافقين: ﴿لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ﴾ فنزلت: ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا﴾

ولم ينفق أحد أعظم من نفقة عثمان، وحمل على مائتي بعير.


(١) كتب البدر البشتكي على هامش الأصل: "كذا بخط المؤلف، ومنه نقلتُ". قلتُ: أراد المؤلف بالسيرة: سيرة ابن هشام. ولعل المؤلف يقصد موضوع: "خروج الحبشة على النجاشي" فهو الذي قبل إسلام عمر، وقد تقدم شيء منه، فلم نر فائدة في إعادته هنا.
(٢) ابن هشام ٢/ ٥١٥، ودلائل النبوة ٥/ ٢١٣ - ٢١٤.