ولي القضاء ببعض بغداد في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وحمدت سيرته، ثم ولي قضاء الحريم وغيره. وكان له يد طولى في الآداب والشعر.
روى عنه: أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي الحنفي، وأبو علي المحسن التنوخي، وغيرهما. ولم يرو شيئا من الحديث.
قال محمد بن عيسى الجيلي: أنشدني أبو بكر بن سيار القاضي لنفسه:
لا تستهن عالما وإن قصرت أحواله في لحاظ رامقه وانظر إليه بعين ذي أدب مهذب الرأي في طرائقه فالمسك تيسا تراه ممتهنا بفهر عطاره وساحقه حتى تراه في عارضي ملك أو موضع التاج من مفارقه
قال عبد الكريم بن محمد الشيرازي: سمعت أبا حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني الفقيه يقول: كان ببغداد قاض يعرف بأحمد بن سيار، وكان له هيئة وجثة مهولة ولحية طويلة، فقدم إليه امرأتان ادعت إحداهما على الأخرى، فقال: ما تقولين في دعواها؟ قالت: أفزع، أيد الله القاضي! قال: مماذا؟ قالت: لحية طولها ذراع ووجه طوله ذراع ودنية طولها ذراع، فأخذتني هيبتها، فوضع القاضي دنيته، وغطى بكمه لحيته، وقال: قد نقصتك ذراعين، أجيبي عن دعواها.
قال هلال الصابي: توفي في نصف رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
٢٦٧ - أحمد بن محمد بن صالح، أبو العباس البروجردي الخطيب.