للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ثمان عشرة وثلاث مائة

٣٤٣ - أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم، أبو بكر اللؤلؤي القيرواني النحوي الشاعر اللغوي.

إمام بارع في الحديث والفقه والعربية، مات كهلًا؛ وهو القائل هذه الأبيات البديعة:

أيَا طَلَلَ الحيّ الّذين تحمّلوا … بوادي الْغَضَا كيف الأَحِبّةُ والحالُ

وكيف قضيبُ البانِ والقمرُ الّذي … بوجْنَتهِ ماءُ المَلَاحةِ مُختالُ

ولمّا استقلَّتْ ظَعْنُهم وحُدُوجُهُمْ … دعوتُ، وَدَمْعُ العينِ منّي هطّالُ

سُقيتُ نقيعٌ السُّمّ إنّ كَانَ ذا الّذي … أتاكِ بهِ الواشون عنّي كما قَالُوا (١)

٣٤٤ - أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي، أبو جعفر الأنباري الحنفي الفقيه.

ترجمه أبو بكر الخطيب، فقال (٢): ولي قضاء مدينة المنصور عشرين سنة، وسمع: أبا كريب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن زنبور المكي، ويعقوب الدورقي، ووالده، وعنه: محمد الوراق، وعمر بن شاهين، والدارقطني، وأبو طاهر المخلص.

وكان ثقة، عظيم القدر، واسع الأدب، تام المروءة، فقيهًا حنفيًا، بارعًا في العربية.

ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وصرف عن القضاء قبل موته بعام.

وله مصنف في نحو الكوفيين، وكان قيمًا به، وكان شاعرًا بليغًا فصيحًا مفوهًا متفننًا.

قال ابن الأنباري (٣): ما رأيت صاحب طيلسان أنحى منه، وكان أبوه من حفاظ الحديث، أدرك ابن عيينة.


(١) انظر الأبيات في معجم الأدباء ١/ ١٧١ - ١٧٢، وإنباه الرواة ١/ ٢٧.
(٢) تاريخه ٥/ ٥١ - ٥٦.
(٣) نزهة الألباء ٢٥٣.