فيها: راسل علي بن عيسى الوزير القرامطة وهاداهم، وأطلق لهم ليتألفهم، فنفع ذلك.
وفي ذي الحجة ولد علي بن عبد الله بن حمدان سيف الدولة.
وفيها: خلع الطاعة الحسين بن حمدان، وكان مؤنس مشغولا بمصر بحرب المغاربة، فندب الوزير رائقا الكبير لمحاربته، فالتقى معه، فهزمه ابن حمدان، فصار إلى مؤنس، فسار مؤنس مجدا، وجرت له ولابن حمدان خطوب، وراسله واستمال جنده، فتسربوا إلى مؤنس. ثم سار وراء الحسين وقاتله، فأسره ونهب أمواله. ودخل به بغداد وهو على جمل، وأصحابه على الجمال، فحبسهم المقتدر، ثم قبض على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته.
وفيها: قلد مصر ذكاء الرومي، وعزل مؤنس الخادم.
[سنة أربع وثلاث مائة]
في المحرم عاد نصر الحاجب من الحج ومعه العلوي الذي قطع الطريق على الركب عام أول، فحبس في المطبق.
وفي ربيع الآخر غزا مؤنس الخادم بلاد الروم من ناحية ملطية، فوافاه جنود الأطراف، فافتتح حصونا وأثر أثرة حسنة.
وفيها: مات محمد بن إسحاق بن كنداجق بالدينور، وكان متقلدها؛ وصادر علي الوزير ورثته، فصالحهم على ستين ألف دينار معجلة.
وفيها: وقع الخوف ببغداد من حيوان يقال له الزبزب، ذكر الناس أنهم يرونه بالليل على الأسطحة، وأنه يأكل الأطفال، ويقطع ثدي المرأة، فكانوا يتحارسون، ويضربون بالصواني والطاسات ليهرب، واتخذ الناس لأطفالهم مكاب، ودام عدة ليال، فأخذ الأعوان حيوانا أبلق كأنه من كلاب الماء. فذكر أنه الزبزب، وأنه صيد، فصلب على الجسر، فلم يغن ذلك إلى أن انبسط القمر، وتبين للناس أن لا حقيقة لما توهموه.
وفي آخرها قبض المقتدر على علي بن عيسى الوزير، وكان قد استعفى