عبد الرحمن التيمي اللبان، وعبد الصمد بن أحمد الهيثمي، وأحمد بن منصور الحنفي.
قال شيرويه: سمعت منه، وكان شيخا ثقة، فاضلا متدينا، توفي في شعبان بدينارآباذ.
١٤٠ - الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس، الوزير أبو علي الطوسي، الملقب نظام الملك قوام الدين.
ذكره السمعاني فقال: كعبة المجد، ومنبع الجود، كان مجلسه عامرا بالقراء والفقهاء، أمر ببناء المدارس في الأمصار، ورغب في العلم كل أحد. سمع الحديث، وأملى في البلاد، وحضر مجلسه الحفاظ. وابتداء حاله أنه كان من أولاد الدهاقين بناحية بيهق، وأن أباه كان يطوف به على المرضعات فيرضعنه حسبة، فنشأ، وساقه التقدير إلى أن علق بشيء من العربية وقاده ذلك إلى الشروع في رسوم الاستيفاء. وكان يطوف في مدن خراسان، فوقع إلى غزنة في صحبة بعض المتصرفين ووقع في شغل أبي علي بن شاذان المعتمد عليه ببلخ من جهة الأمير جغري، حتى حسن حاله عند ابن شاذان، إلى أن توفي. وكان أوصى به إلى السلطان ألب أرسلان ملك بلخ يومئذ، فنصبه السلطان مكان ابن شاذان، وصار وزيرا له، فاتفق وفاة السلطان طغرلبك، ولم يكن له من الأولاد من يقوم بالأمر، فتوجه الأمر إلى ألب أرسلان، وتعين للملك، وخطب له على منابر خراسان، والعراق، وكان نظام الملك يدبر أمره، فجرى على يده من الرسوم المستحسنة ونفي الظلم، وإسقاط المؤن، وحسن النظر في أمور الرعية، ورتب أمور الدواوين أحسن ترتيب، وأخذ في بذل الصلات وبناء المدارس والمساجد والرباطات، إلى أن انقضت مدة السلطان ألب أرسلان في سنة خمسٍ وستين، وطلع نجم الدولة الملكشاهية وظهرت كفاية نظام الملك في دفع الخصوم حتى توطدت أسباب الدولة، فصار الملك حقيقة لنظامه، ورسما للسلطان ملكشاه بن ألب أرسلان. واستمر على ذلك عشرين سنة. وكان صاحب أناةٍ وحلم وصمت. ارتفع أمره، وصار سيد الوزراء من سنة خمسٍ وخمسين وإلى حين وفاته.